ملفات اليمامة

أبعاد الشخصية في رواية الهليون لطلال أبو شاويش

أبعاد الشخصية في رواية الهليون لطلال أبو شاويش

د. عبد الرحيم حمدان/ أكاديمي وناقد

تمهيد:

 على الرغم من أن الأدب المخابراتي بعامة  يعاني خموداً وضعفاً في الأيام الأخيرة، إذ غدا شحيحاً ونادراً، وأخذ يعاني من انحسار مده، وتراجع الاهتمام بموضوعاته وقضاياه، ومن ندرة الذين يكتبون فيه، نظراًً لافتقاره إلى مقومات الإبداع والخيال، ولاعتماده على أحداث حقيقية على الأرجح، فإن الكاتب طلال أبو شاويش([1]) تمكن بما يمتلك من طاقات إبداعية روائية ناضجة من أن يكتب روايته المعنونة بــ “الهليون”، والتي تدور حول شخصية أحد الجواسيس الصهاينة الذين زرعهم الشاباك في غزة في الخمسينيات من القرن الماضي، الصادرة عن مكتبة سمير منصور للطباعة والنشر والتوزيع، والواقعة في نحو من ثلاثمائة وخمس وثلاثين صفحة، سنة  ٢٠٢١م. وقد تزامنت أحداثها مع احتدام الصراع العربي الإسرائيلي الذي شهد بروزاً لنشاط العدو الصهيوني في مجال الاستخبارات؛ لتحقيق أهداف عسكرية وسياسية. فجاءت الرواية المخابراتية في الأدب العربي استجابة لتلك المتغيرات، وكنوع من المواجهة الأدبية مع الاحتلال الصهيوني لغزة واندلاع أعمال المقاومة لهذا الاحتلال البغيض .

وُفق الكاتب طلال أبو شاويش من أن يصوغ من المعلومات والوقائع التي جُمعت عن هذا العميل عملاً إبداعياً، جاوز التقيد بالتفاصيل والحقائق المجموعة، إذ اهتم بالحقيقة الفنية أكثر من اهتمامه بالحقيقة التاريخية، كما منح نفسه حرية التدخل الفني في الأحداث والوقائع، فلم تعد روايته مجرد عمل انطباعي يسجل تجربة جاسوسية شاباكية، وإنما شكّلت أنموذجا فنياً ناجحاً، جذب القراء والمتلقين.

يمثل عنصر الشخصية عمود الحكاية الفقري، ولمكون الشخصية أهمية في تقديم الرؤية وتبئيرها، فالشخصية هي الركيزة الأساسية التي يقوم عليها العمل الفني، كما أنها أساس نجاح الأعمال الفنية، حيث تعددت الكتابات حولها بخصوص بنيتها وفعاليتها في العمل الروائي.

رواية الكاتب أبو شاويش هي رواية شخصية بامتياز، إذ تدور أحداثها ووقائعها حول رصد سيرة ضابط الشباك يدعى “دافيد هلين” الملقب بالهليون والذي تم زرعه في غزة أواسط الخمسينيات ولمدة عشر سنوات تقريباً،

أبرز الكاتب بشكل ذكي طباع الغدر المتأصلة في تلك الشخصية، والتي هي في الأساس نموذج مصغر لمجتمع بأكمله([2]) .

تعد شخصية الهليون من الشخصيات الجوهرية في الرواية، فهي من أكثر الشخصيات ظهورا في الرواية، وهو ليس مجرد شخصية محورية فحسب، وإنما هو البطل الفاعل الأساسي في الرواية. وقد اتحذ من هذه الشخصية عنواناً لرويته.

اهتم الكاتب بإبراز بعض أبعاد الشخصية، وهي من أهم العناصر في تكوين الشخصية. ذلك أن أبعاد الشخصية وملامحها تعد إحدى مكونات الشخصية ومقوماتها، وتظهر أهميتها بالنسبة للشخصية في الرواية من خلال تأثير هذه الأبعاد في الشخصية الروائية وعلاقتها بالأحداث، وكذلك في مساعدة الروائي على ربطها بنمو الأحداث وتفاعلها، وطريقة إسقاطها على الشخصية؛ لتحقيق اكتمال العمل الروائي، وهذه الأبعاد المختلفة في الشخصية الروائية تساعد الروائي على رسم الشخصية بطريقة فنية؛ لتعطي دلالة لها أهميتها في الرواية،

سلط الروائي الضوء على الشخصية الرئيسية ” الهليون ” من بداية الرواية إلى نهايتها، فجاءت هذه الشخصية مكتملة من حيث الأبعاد والاحداث. ويمكن أن تُلخص الدراسة أوصــاف الشخصية وسماتها وأبعادها.

اتضح للقارئ الحصيف أن الكاتب وصف أبعاد هذه الشخصية من خلال استخدامه لتقنيات سردية مثل: الحوار الدراسي بنوعيه الخارجي والمونولوج الداخلي ونزعة تيار الوعي، والحلم، وتقنيتي الارتداد والاستباق، والتذكر والوصف وغيرها.

تتلخص هذه الأبعاد فيما يلي:  البعد الجسدي، والبعد الاجتماعي، والبعد النفسي، والبعد الفكري.

 أولاً – البعد الجسدي 

من المعلوم أن  للبعد الجسدي أهمية كبرى في شتوضيح ملامح الشخصية، ويقصد به مجوعة الصفات والسمات الخارجية الجسمانية التي تتصف بها الشخصية، فضلاً عن المظهر العام للشخصية وملامحها وطولها وعمرها ووسامتها وقوتها الجسمانية وضعفها ([3]) .

اهتم الروائي أيضاً بلقب الشخصية؛ لأن اللقب يؤدي دوراً كبيراً في تحديد وصفها الخارجي، فجاءت الرواية تحمل لقب الجاسوس الذي اشتهر به بين الناس في غزة وهو “الهليون” والهِلْيَوْنُ في الأصل يطلق على اسم نبات. وهو نوع من النباتات الربيعية، المعمرة المزهرة، ويتبع للفصيلة الزنبقية. كما أنه يُطلق على نبات الهليون عدة أسماء محلية في فلسطين منها حليون وجربوة ([4]).

أما لقب الهليون، فقد أطلقه الحاج سالم عليه بعدما التقاه على شاطئ بحر غزة بالصدفة، بسبب طعام الهليون الذي كان يعده سعد الجزار “الهِلْيَوْنُ” بعد ذلك للحاج سالم يقول الكاتب على لسان الحاج سالم

: ” كان سعد الجزار يقوم بإعداد طبق الهليون مع البيض يومياً تقريباً، وكنت استطيب مذاقه، )الرواية ص: ٨٥ . (ويقول في موضع آخر من الرواية مخاطباً الصيادين:

”    – ولكم هذا “سعد الجزار” اللي حكيت الكم عنه. سعد ظل معي ودار باله علي في يافا، هذا بتاع الهليون، طعماني هليون لما زرع في معدتي. ويقول له: ليس لنا إلا الهليون يا “هليون”! (الرواية ص٨٧. (يقول الكاتب على لسان الهِلْيَوْن: “مهنتي الوضيعة في نظر الناس جعلتهم يتجرأون عليّ، كما دفعت بالأطفال إلى تسميتي بألقاب مختلفة، لم احتج أو أبد أي امتعاض، لمناداتي باسم “الهليون”، بل لعل الاسم الجديد أراحني كثيراً. وحتى الأطفال الذين كنت أمنحهم الحلوى التي اعتدت أن أملأ بها جيوبي، لم تمنعهم من اللحاق بي في الشوارع والأزقة، ومناداتي بالبطة أو الأوزة أو الهليون(الرواية ص  ١٩3 ).

يتبين للقارئ المتمعن أن الكاتب لم يحدد الملامح الدقيقة لهذه الشخص؛ كي يتعرف إليها المتلقي، ولم يقدم أوصافاً خارجية مباشرة للشخصية المحورية الهليون، وإنما قدّم تلك الأوصاف بطريقة غير مباشرة: ضمنية مستنبطة، ويستطيع القارئ أن يستنتج تلك الصفات والسمات الجسمانية استنتاجاً من خلال قراءته لنصوص الرواية؛ ذلك أن هذه الشخصية قد أحيطت يظروف  غامضة وبعد عن التفاصيل، شأنها في ذلك شأن الشخصيات الجاسوسية من جهة ، ورغبةً من الكاتب في إشراك القارئ معه في رسم ملامح هذه الشخصية ومعالمها تطبيقاً لنظرية التلقي، التي تجعل للقارئ دوراً مهماً في إنتاج الدلالة ، والكشف عن المعاني المستكنة في باطن النص   .

ومن الصفات الجسدية التي كان يتسم بها الهليون؛ كونه  شخصاً في الأربعينيات من عمره، يتمتع بصحة جسدية قوية، جعلته إنساناً نشطاً وقوي البنية وقادراً على أن ينفذ ما يعهد إليه من أعمال، فهو يقوم بجنى ثمار المزرعة، ويبيعها في سوق النصيرات مع الشيخ عيد، وهو يحفر الحفرة في الأرض بهمة ونشاط، يقول واصفاً إنجاز عمله بسرعة وإتقان:

“وبعد أقل من ساعة، كنت منشغلاً في إعادة ترميم دورة المياه الكائنة في الزاوية الأخرى المقابلة للغرفة. وفي زمن قياسي حفرت حفرة بعمق أكثر من متر، ورحت أفرغ فيها محتويات الحفرة الامتصاصية الأولى، ثم دفنتها ومهدت المكان فوقها، ورحت أزيل الأعشاب والأشواك الطويلة التي تعيق الحركة في المكان”

كان الحاج “عيد” وأخوته وأبناؤهم يتابعونني بإعجاب يهزون رؤوسهم برضى تام عن ذلك الرجل المكافح، والتواضع الذي أراحهم من عناء الانشغال في ذلك العمل الوضيع والذي أنجزه بنفسه كمتخصص محترف” (الرواية ص 133).

وفي موضع آخر من الرواية يصف الكاتب مظهر الهليون الخارجي على لسانة هو، فيقول: “تناولتُ الطورية[5]، وباشرتُ بحفر حفرة امتصاصية جديدة بجوار الأولى، ورحت أزيل الرمل بالجاروف، ثم نحيت القطع الخشبية أعلى الحفرة الأولى، ورحت أنضح مابها، وأنقله إلى الحفرة الجديدة، وبعد أقل من ساعة، عدت أدفن الحفرة الجديدة، وأمهد الأرض فوقها، ثم أعدت تركيب القطع الخشبية فوق الحفرة الأولى، لتعود دورة المياه القديمة صالحة للاستخدام من جديد! راقبني الحاج سالم مطرقاً ثم بادرني:

: – اسمع يا سعد، ما بدك البحر بلاش، اسمع يا بني الشغل مش عيب، هذي شغلتك بتغنيك..خلي العدة عندك وأنا حاخلي كل الناس تحبك عشان تنضح مراحيضهم. ولا بتخجل من الشغل ؟

– اه يا حج، الصابون موجود والكولونيا موجودة والمية بنوصلها للحوش منذ ذلك الحين، عرف الناس “الهليون” صاحب هذه الصنعة المتواضعة( الرواية ص : ١٩٢).

وهكذا أصبح “الهليون” لقباً يطلقه سكان مخيم الشاطئ على هذا الرجل البسيط الذي لجأ إلى مخيمهم بوساطة الحاج سالم.

وفي الرواية يرسم الكاتب أمام المتلقي صورة خارجية للشخصية تلتقي مع حاجة السياق السردي، إذ جاء مع بداية اللقاءات الحاج سالم باللغة اليومية التي ترتبط مع طبيعة دورها في النص.

يدخل اللباس في بناء الشخصية من الناحية الجسمية، ويعكس تصرفاتها، وحركاتها، إذ كان الهليون يبلغ من العمر حوالي أربعين سنة  ، ويبدو في مرحلة الشباب،  ذلك أن الوصف الخارجي للشخصية يجعلها أكثر وضوحاً  وفهماً.

وردت في الرواية إشارات إلى الملابس وألوانها التي كان يرتديها الهليون، إذ إن للملابس وألوانها حضورهما ورمزيتهما في هذا السياق الشكلي، ففي الرواية يرى المتلقي “مخبر الشاباك” “الهليون “يُعنى بملابسه وألوانها، ويشكله الخارجي، وهذا دليل الأناقة والشباب والترتيب ،والأربحية. يقول:

“كنتُ أنام أيام الجمعة حتى العصر. استحم، وألبس قميصي الوردي، وبنطال جينز، عثر عليه الحاج سالم في لفات الملابس المستهلكة، التي اعتادت الأنروا توزيعها حينئذ، (الجينز بنطال يغلب عليه اللون الأزرق، وهذا اللون من أكثر الألوان شعبية، فهو يعبر عن الاستقرار والأمان والشباب)، وألمِّعُ حذائي، ثم أصب على رقبتي ووجهي وإبطي كمية كبيرة من الكولونيا المصرية (ماركة ٥٥٥). (الرواية: ١٩٤ ).

من خلال ما سبق يستنتج المتلقي أن شخصية الهليون شخصية مؤهلة لأداء الدور الذي أسند إليه من طرف الكاتب بنجاح.

ومن تصرفات الهليون وسلوكاته المعتادة أنه كان يمارس رياضة المشي ليلاً ، والتي تنم على صحة وعافية، وللتعرف إلي معالم المخيم وأزقته، فهو العين العاقبة التي تجمع المعلومات عن المخيم وأهله، ذلك أنه من ضمن عمله التجسسي الشاباكي. إذ كُلف بمهمة رصد رواد العمل الفدائي الفلسطيني، وتزويد جهاز المخابرات الإسرائيلية، وإحباط أية عمليات فدائية غايتها قتل إسرائيليين   .

ومما يتصف به البعد الجسمي حرص الهليون على لبس ساعة فضية ضخمة حول معصمة، ويبدو أنها وسيلته لنقل ما يجمعه من معلومات إلى قيادته ، فقد كان حريصاً عليها، يتفقدها، ويعتز بحملها، يقول عن طريقة استخدامه الساعة في نقل معلومات عن الفدائيين  :

” أغلقت الباب خلفه(ابو صالح) بإحكام، ثم تسللت إلى الغرفة نحو سترتي المعلقة خلف الباب، تناولت الساعة القضية الفخمة.، ضغطت زراً غير ظاهر في إطارها الجانبي، فانفصل الجزء العلوي منها تماما، وتحته بانت لوحة سوداء أشبه بآلة حاسبة صغيرة، لم يكن أهالي القطاع يعرفونها بعدُ، عبثتُ بالأزرار لدقيقتين، ثم أعدت كل شيء إلى مكانه، كانت قوات كبيرة من الجيش تداهم المخيم من مداخله كافة، وجاء مكبر الصوت ليعلن منع التجوال في المخيم، وكذلك في المربع السكني المحيط بمستشفى الشفاء، داهمت قوة من عشرات الجنود منزل “سناء”. حاول أهلها وبعض الجيران الذي تجرأوا وخرجوا بعد أن سمعوا صراخها، التدخل لحمايتها، لكن الجنود أطلقوا الرصاص فوق رؤوسهم، وأجبروهم على العودة إلى مساكنهم.( الرواية ٢٦٥ ، ٢٦٦  ).

وفي لحظة غيظ وغضب وتوتر بسب لطم أحد الجنود لزوجه ليال قرر الهليون التخلص من هذه الساعة التي تسببت في حدوث جرائم عدة من: قتل وتخريب واعتقال، يقول عن مصير تلك الساعة بعد أن أدرك دورها الشاباكي ، يقول:

“خلعت ساعتي الفضية الضخمة، ووضعتها على حجر صخري ضخم، وجئت بحجر آخر ورحت أحطمها بانفعال واضح، طحنتها تماماً، ونثرت بقاياها فوق البحر

البعد. -يا مجنون! صاحوا معاً.

– ما بدي ساعات، ولا بدي أعرف الوقت حتى!

– لماذا فعلت ذلك؟ كان بإمكانك بيعها! همس الحاج سالم، بعد أن عدتُ وجلستُ إلى جواره

– هاي الساعة إلها ذكرى زفت عندي، ما بدي إياها، خلص

– ولك مهي معك من أول ما جيت هان! واصلَ مستغرباً

– صحيح يا حج، ذكرى قديمة.، عارف؟ حاسس حالي ارتحت كثير، أول مرة من يوم ما جيت أحس هيك (الرواية ص ٣١٨ ، ٣١٩).

يكشف هذا الحوار الذي صيغ بلغة يومية دارجة عن نفسية الهليون، فهو يصف عالمه الداخلي وما يعتريه من آلام وقلق وحيرة، كما يكتشف القارئ من خلال هذا المونولوج الداخلي حالة الهليون النفسية وما يجول بداخله من صراعات وأفكار وعواطف وانفعالات دون وساطة أحد .

يدرك المتلقي أن أمر هذه الساعة لم يكتشفه أحد طيلة وجود الهليون في المخيم والتي طالت لتصل إلى عشر سنوات، ولم يقم أحد من الجيران بتفتيش الكوخ الذي يقطنه بعد وفاته، والبحث في مقتنيات الهليون، لعله يعثر على شيء يقود إلى حقيقته.

ّيتضح للمتلقي من خلال هذه المقاطع أن للهليون شخصية متفردة حذرة دقيقة الملاحظة، وهذا ما يجعلها ناجحة في المهمة التجسسية التي أنيطت بها، وفي حياتها العملية.

ثانياً – البعد النفسي 

يُعد البعد النفسي من الأبعاد المهمة في تحليل الشخصية الروائية بعامة، إذ يكشف هذا البعد عن نفسية الشخصية الروائية، والعوامل المؤثرة فيها التي ساعدت في تكوينها، ويَظهر هذا البعد عندما يستخدم الأديب المنولوج الداخلي؛ لتعبر الشخصية عن مكنوناتها النفسية والتناقضات التي تشعر بها تُجاه الحياة أو تُجاه حدث معين، أو شخصية معينة([6]).

عمد الكاتب إلى تحليل شخصية “الهليون ” بخاصةٍ الخلفيةُ العميقة للسمات النفسية لهذه الشخصية؛ فكيف أبرزت الرواية هذا البعد؟ وجاء البعد النفسي في شخصية الهليون في ملامح ومعالم عدة منها:

صفةُ التمويه والخداع، فكان “الهليون “يتظاهر بأنه إنسان مسكين بسيط يبحث عن أهله، مخلص في عمله، متواضع، لقد خدع الناس جميعهم بهذه الصفات، واستطاع أن يضللهم، بتواضعه وبساطته، وهذه هي سمات رجل المخبارات بعامة، ذلك أن الكاتب طيلة الرواية لم يصرح بأن “الهليون ” رجل مخابرات صهيوني؛ لما بغلف شخصيته من سمات غامضٍة، ولكنه كان يطلق إشارات وإيماءات وومضات تشي بأن “الهليون ” يجمع معلومات حول رجال المقاومة، ويزود بها القوات الإسرائيلية المحتلة لاعتقالهم أو تصفيتهم؛ للحدّ من نشاطاتهم ومقاومتهم القوات المحتلة، دون أن يشك فيه أحد. استمع إلى الهليون، وهو يقول عن تقل السلاح للمقاومين:

“لاحظ والدك أن رفيقيه يحملان صندوقين خشبيين ثقيلين ويجاهدان لجرهما إلى الشاطئ، أراد أن يساعدهما، لكنهما اعترضا وشكراه، ابتسم في سره، وهو يودعهما، رمقها ورمق الصندوقين قبل أن يمضي، وتمتم :

– حسناً، هذه هي غزة إذن، يبدو أن العمل سيبدأ مبكراً وبأسرع مما توقعت!! ” (الرواية ص١٢٠).

استخدم الكاتب في المقطع السابق تقنية الحوار الداخلي؛ لينتشل ما يعتمل في أعماق الشخصية من أحاسيس ومشاعر تُجاه مهنته الشاباكية.

وفي موضع آخر يبين الكاتب أن المعلومات التي زوّد بها “الهليون” جهازه أدت إلى اعتقال المجاهدين، يقول:

“كانت تلك من المرات القليلة، التي تداهم فيها قواتنا هذه المنطقة الزراعية شرقي القرية الوادعة، ففي نفس اليوم الذي اعتقل فيه “منصور” ورفاقه قرب الحدود المصرية بعد المعلومات الثمينة التي أرسلتها، واعتقل “شيبوب” بعد زيارته لمنزل الشهيد سميح حسان، ونجاته بأعجوبة من الموت، داهمت أعداد كبيرة من قواتنا قرية الزوايدة، تصاحبها الجرافات، التي توغلت في المنطقة الزراعية المطلة على شارع صلاح الدين”(الرواية ص 185) .

وفي موضع ثالث يفصح الهليون بينه وبين نفسه عن طبيعة مهمته الشاباكية، فيقول:

“وبين الحين والآخر، أتأمل ساعتي الفضية الـتي احتفظت بها ورافقتني طوال رحلتي الماضية من مدينة إلى أخرى ومن بلد إلى آخر، أتحسسها، وأبتسم في سري، وأتمتم لنفسي: – الآن سيبدأ العمل الحقيقي، ديفيد !” (الرواية ص ١٣٦).

ومن أساليب الخداع والتمويه التي سلكها “الهليون”؛ ليعمِّي على الناس حقيقة دوره في المخيم؛ طريقتُهُ الخاصة في المشي، فهو يمشي مشي البطة والأوزة الذي يوصف بالتمايل ما بين نزول وهبوط، وفيه تراقص وأنوثة تنم على طيش وخفة([7])، كل هذا من أجل أن يصرف الناس عن حقيقته، ويجعلهم لا يشكون في أمره، ويظنون أنه أحد المجاذيب، يقول الكاب على لسان الهليون:

“وحتى الأطفال الذين كنت أمنحهم الحلوى التي اعتدت أن أملأ بها جيوبي، لم تمنعهم من اللحاق بي في الشوارع والأزقة، ومناداتي بالبطة أو الأوزة أو الهليون”(الرواية ص  ١٩3 ).

ومن السمات النفسية في شخصية الهليون والتي أبرزتها الرواية بجلاء ووضوح؛ التواضعُ، إذ كان “الهليون” حريصاُ على التحلي بها، فهو يقبل بمهنته الوضيعة في حفر آبار المياه السوداء لبيوت المخيم خدمة لأغراضه التجسسية، فهذه المهنة تسمح له بدخول بيوت المخيم، ومعرفة تفاصيلها، يقول:

“دخلت معظم بيوت المحيم. كان إحساس الرجال بوضاعة مهنتي ، يجعلهم يتركونني في بيوتهم لأمارس عملي، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء المكوث في منازلهم مع زوجاتهم في أثناء وجودي فيها! – هليون، روح على بيتنا انصح الحفرة وأجارك مع أم فلان، بس بتخلص بتاخذه” (الرواية ص ١٩٣ ).

ورد في الرواية بعض الصفات النفسية -أيضاُ- منها أنه شخص يتصف بالتواضع ،ويتجلى هذا التواضع في الأجرة المتواضعة التي يأخذها من أهل المخيم مقابل مهنته الوضيعة، يقول الكاتب على لسان الهليون  :

“أما أجرتي، فقد حددتُها بصورة أثارت سخرية الأهالي، ليرة إسرائيلية واحدة وزجاجة كولونيا مصرية، وقطعة من صابون لوكس”. وإن حاول البعض دفع المزيد من النقود، فقد كنت أرفض وأكتفي بليرة واحدة!   (الرواية ص ١٩٣)

. إنه بتواضعه هذا كان معتقداً أن مهنته كانت غطاءً أمنياً مكّنه من دخول معظم بيوت المخيم، ووضع اليد على الكثير من التفاصيل والأسرار.  إن سمة التواضع هذه جعلت الكاتب يعتمد على وسائل سردية؛ لتوفير عوامل الإثارة والتشويق والترقب لدى المتلقين  .

ومن سمات شخصية الهليون النفسية؛ قسوةُ القلب فهو يوقع بضحيته التي ساعدته وعاونته وقدمت له كل الحنان والعطف أشد الأذى، ولا يشعر بأي ألم أو حسرة وأن قلبه كأنه قُدَّ من صخر، فالشيخ عيد هذا البدوي العجوز الذي احتضنه لمدة أربع سنوات، يسلمه الهليون لمخابرات الاحتلال لاعتقاله ومعاملة معاملة وحشية لا رحمة فيها ولا مراعاة لشيخوخته ومكانته، يقول الهليون :

٠”وبعد حصار وتفتيش  أكثر من ساعتين، خرج الضباط والجنود وهم يجرون الحاج عيد مكبلاً بالسلاسل أمام أنظار أبنائه وأحفاده. وعيون إخوته وأقاربه، الذين تابعوا المشهد من ثقوب الأبواب والنوافذ بخوف و عجز كبيرين. كان المشهد محزنا، فالرجل السبعيني المكبل بالسلاسل، غير قادر على السير بنفس القوة والسرعة التي يسير بها الضباط والجنود. كان يتعثر ويسقط، فيركلونه بأقدامهم، ويجبرونه على الوقوف والتقدم نحو السيارات، حتى ابتلعته إحداها” . (الرواية ص ١٨٦).

وعندما جُرّف المنزل الذي كان يُؤويه لمدة أربع سنوات والذي منحه إياه الشيخ عيد لم يبد أي أسف أو حزن على تهديمه، يقول: “ولم يسلم المنزل الذي سكنته لأربع سنوات، رأيته يتكوم أمامي بعد ضربتين متتاليتين من أسنان الجرافة الضخمة المدببة! أما الحاج سالم الذي أمَّن له بيتاً في مخيم الشاطئ، وعطف عليه، لم يرد له حرمة لا هو ولا أهل المخيم الذين احتووه، ولم يرمش له طرف حين كان الجنود يقتلون وينكلون بأهله حتى الغجرية أنصاف التي أحب ابنتها ليال وتزوجها، لم يحزن لمقتلها (الرواية ص١٨٩). وهكذا “لم نجده في أي لحظة عبر تلك السنين الطويلةـ التي قضاها بينهم، يسأل نفسه عما يفعله وكأنه قد من صخر    ([8]).

ومن الصفات النفسية التي وردت في الرواية ما كان يتمتع به الهليون من عواطف وجدانية، إذ حاول الهليون أن يحافظ على التردد إلى أماكن الغجر في مخيم الشاطئ؛ لخدمة مصالحه التجسسية، ففي هذه الأمكنة يتمكن من جمع معلومات غزيرة عن رجال المقاومة والفدائيين، فكانت أنصاف وابنتها ليال وأبو صالح من سكان حارة الغجر وعن طريقهم تمكن الهليون من تصفية قائد الفدائيين جيفارا الأسود) ينظر:الرواية ص٢٥٤).

وتذكر أحداث الرواية أن الهليون أحب ليال الغجرية ابنة أنصاف الغجرية، وتزوجها، ويُعتقد أن هذه الزيجة كانت لأغراض شاباكية تجسسية، وفيها وظف الكاتب تقنية الحلم وتقنية الاستباق؛ ليعبر عن نهاية هذا العميل الصهيوني، التي وقعت في ظروف غامضة، فقيل قتل، وقيل توفي وفاة طبيعية، يقول الكاتب على لسان الهليون  :

“ولاحقتني الكوابيس. رأيت نفسي أسير طويلاً بجوار حفرة هائلة مخيفة، يفصلها عني أحد الجدران، وبعد أن هدني التعب الشديد، استندت إلى الجدار، فجأة تشقق ذلك الجدار الضخم ثم انهار، وراحت حجارته تنهمر وسط تلك الحفرة العميقة ومعها هوى جسدي. فصرخت، حتى انقطعت أنفاسي كنت أحاول الإمساك بقطع الحجارة الكبيرة المنهمرة إلى الأسفل ، فترتطم الحجارة الأخرى بجسمي لعيوني إلى نفس الفراغ المعتم الذي أهوي نحوه. أردت أن أستنجد “بليال”.. اصرخ كي تنقذني، لكنني عجزت عن النطق باسمها كانت هناك ترقب المشهد بذهول، وقد اغرورقت عيناها بالدموع ، أعاود المحاولة لمناداتها لكنَّ الصوت يختنق في حلقي، وأواصل سقوطي السريع نحو قعر تلك الحجرة المعتمة المخيفة! (الرواية ص 320).

وهكذا كان الهليون يتصف بصفات نفسية مكنته من الوصول إلى أهدافه التجسسية وخداع الناس في غزة، ويلحظ المتلقي أن البعد النفسي للشخصية يظهر الأحوال الفكرية والنفسية للفرد، أي أنه يقوم بإبراز الأسس العميقة والداخلية التي تقوم عليها الشخصية.

ثالثاً – البعد الاجتماعي 

يرّكز هذا البعد على الشخصية من خلال محيطها الخارجي وعلاقتها بالشخوص الأخرى، وكذلك مكانتها الاجتماعية.

ومن خلال ما ورد في الرواية، يستنتج القارئ أن الهليون كانت له علاقة بالمحيط المجتمعي ا من شيوخ وعمال ومزارع وتجار وأطفال ، كما أنه تربطه علاقة  ممتازة بكل المقربين منه، وهذا ما أدى إلى توطيد العلاقة بالشخصيات الأخرى، والرفع من شعبيته.

كان الهليون يتمتع بقدرات تجعله إنساناً اجتماعياً متفاعلاً مع طبقات للمجتمع ، فهو في مزرعة الشيخ عيد فلاح نشط، يجني ثمار المزرعة من الخضار وغيرها، ويجلس مع أهل القرية في ديوان الشيخ عيد، يستمع لأحاديثهم، ويبيع الثمار في السوق، وتمكن من تكوين علاقات اجتماعية طيبة مع تجار المنطقة. ويقول عنه الحاج سالم وهو في يافا :

“أما سعد، فقد قفل أدراجه عائداً، ليتجه شمالا في رحلة جديدة، تمنيت له التوفيق في مغامرته القادمة. كنت قلقاً عليه لكن نظراته الأخيرة كانت تشي بأنه يعرف ما يريده جيداً ويحفظ تفاصيل خطواته القادمة عن ظهر قلب !(الرواية ٩١).

واستطاع وهو في مخيم الشاطئ أن يكسب قلوب أهله كباراً وصغاراً بمهنته الوضيعة في خدمة الناكمت كما كان يحق ” لأطفالهم مطاردتي في الشارع، وشدّ أطراف قميصي، ومحاولة انتزاع الحلوى من جيوبي “(الرواية ص ١٩٣).

. رسم الكاتب في روايته صورة للأوضاع الاجتماعية التي كانت سائدة أيام الاحتلال لا سيما وجود شريحة من المجتمع هي شريحة الغجر التي تسكن في حارة الغجر بمخيم الشاطئ، وتمارس نساؤها معاقرة الخمر مع الرجال الغرباء، من أمثال : الهليون وأبو صالح وأنصاف، وليال، وكان الجميع محل شك وريبة من الفدائيين الذين ظنوا أنهم يتعاملون مع الاحتلال. ووجود مثل هذه الشريحة ببرز الواقع الاجتماعي للمجتمع الفلسطيني. وكان الهليون يتردد إلى المقهي، يعاقر الخمر ويقضي فيه الساعات الطوال، ثم يقفل عائدا منزله. والغريب في الأمر أنه بقي في منزله ثلاثة أيام ميتاً دون أن يعلم بوفاته أحد أو يفتقده أحد سوى زوجه ليال. إن للبعد الاجتماعي أهمية بالغة في الكشف عن خبايا المجتمع، فيجد المتلقي في الشيخ عيد أنموذجا في المجتمع الفلسطيني الذي يعاني الشقاء الدمار وتخريب الممتلكات والاعتقال والقتل، رجال يؤيدون المقاومة، كما تميز اجتماعياً بأنه مثال للرجل الفلسطيني المدافع عن وطنه.

رابعاً – البعد الفكري

تكمن أهمية البعد الفكري للشخصية في جانبها البنائي؛ لأن هذا البعد يكشف للقارئ الشخصية في انتمائها أو عقيدتها الدينية وهويتها وتكوينها الثقافي، وما لها من تأثير في سلوكها ورؤيتها، وتحديد وعيها ومواقفها من القضايا، أي أن لتصوير الملامح الفكرية للشخصية الروائية أهميةً كبيرة، إذ تعد السمة الجوهرية لتميز الشخصيات بعضها عن بعضها الآخر، وكلما اتضحت ملامحها الفكرية كانت أكثر ديمومة وتميزاً([9]).

ومن الملامح الفكرية لشخصية الهليون أنه يجنح لتأييد ما تقوم به القوات المحتلة من تجريف وتدمير للممتلكات الفلسطينية، ويلحظ المتلقي أن الهليون كثيرا ما كان  يردد في نفسه المفردات الآتية: جيشنا ، قواتنا، جنودنا، دباباتنا، وهذا يشي بانتمائه الحقيقي إلى جهاز الاستخبارات الصهيوني. يقول الكاتب على لسان “الهليون”: “…رحت أرقب الجرافات تحرث المنازل الفارغة، المهجورة منذ سنوات. كان الجنود يدخلونها للحظات، ثم ينسحبون، ليتركوا الجرافات تواصل عـملها وبعد أقل من ساعة، كانت جميع البيوت قد تحولت إلى أكوام من الحجارة وراحت أسنان الجرافات الضخمة تكمل عملها باقتلاع الكثير من الأشجار المعمرة)  “الرواية ١٨٥ ، ١٨٦ ).

المتأمل في ملامح شخصية الهليون يتبين له أنها تحمل أبعاداً استعمارية احتلالية، فالمتلقي يلمح بعض الأبعاد الفكرية لهذا البطل الروائي، وذلك من خلال الحوار الدرامي بينه وبين الشيخ عيد والذي يتبين منه الصراع المحتدم بين الاحتلال والمقاومة،

– والله يا حاج عمر الكف ما بيلاطم المخرز([10]). وقبل أن أكمل حديثي قاطعني الحاج عيد بغضب:

– لا .. بيلاطم ونص .. وبعدين معك يا سعد، ولك صار عمري سبعين سنة، ةشفت اللي شفته بهالدنيا، والحقُّ عمره ما راح يا سعد. هتلر راح وموسوليني انقلع، والأتراك غاروا، والأنجليز انصرفوا، وهدول كان والله لينسلخوا، بس إنت أترك هالأفكار السودا اللي براسك.(الرواية ص  ، 160،161 )،

كان الهليون واسع الثقافة والاطلاع، فهو يجيد اللغة العبرية فضلاً عن معرفته باللغة الفرنسية والإنجليزية). ينظر الرواية: ٢٧٢ ، ٢٧٣).

يلحظ المتلقي من خلال النصوص السابقة أن تقـديـم الشخصيات لـدى الكاتب وما يختاره لها من سمات وملامح بأتي مرتبطاً بمسار السرد وطبيعة بناء النص، ففي مثل هذه الروابات تأخذ الشخصية أهميتها مـن حيـويـة دورها في الصراع، والأهداف التي تقوم بتجسيدها؛ «ولا تكتسب خصائصها إلا من خلال ارتباطها بالهدف الذي تسعى لتحقيقه”().

ومهما يكن من أمر، فقد تبين للقارئ من خلال دراسة شخصية الهليون في الرواية، أنها كانت مثقلة بحمولات  دلالية خدمت فكرة القصة، ومن خلالها أراد الكاتب إيصالها الى المتلقي، وهي كاملة الأبعاد، من حيث بعدها الخارجي (الجسمي) والنفسي والاجتماعي والفكري. هذه هي أبعاد شخصية الهليون التي انبنت عليها أحداث الرواية ، فمن خلال دراسة الرواية وأحداثها وتحليل أبعاد شخصية الهليون.

يلحظ المتلقي أن الكاتب ركَّز أكثر على البعد النفسي؛ بوصفه البعد المناسب لتصوير الأحداث التي كانت سائدة في سنوات الاحتلال الصهيوني السوداء لغزة.

أن الكاتب عمد إلى تجلية أبعاد شخصية البطل في هذه الرواية من خلال رصد. الملامح الخارجية والأوصاف النفسية، وكذلك أفكاره ومعتقداته وأحواله الاجتماعية، ّ محاولاً تسليط الضوء على أهم ما تضمنه نص الرواية من مميزات وخصائص لبعض الجوانب الفنية التي أسهمت في تشكيل الشخصية في هذه الرواية.

[1] )  أديب فلسطيني من مواليد مخيم النصيرات عام 1967 أصدر عددا من المجموعات القصصية والروايات مثل: ودااً أيها الأتبيلء  1999 م، -بقايا ليست للبيع  مجموعة قصصية 2001 ، اغتيال لوحة مجموعة قصصية 2009  ، يستحق موتاُ أفضل  رواية 2005 ، كوابيس شرق أوسطية رواية 2007 ، مواسم الحب والدم  رواية 2015 ، وقت مستقطع للفرح قصص ونصوص 2017 ، خارج مدارات السرب، ایرین هاوس – رواية – 2021 ، رواية الهليون ٢٠٢١م  ( يتظر رواية الهليون ص 335 ).

[2] ) الشاباك في أعمالنا الروائية ” الهليون نموذجا ” محمد نصار www.prealmedia.com › post تاريخ الاطلاع: ٢٠ / ١ / ٢٠٢٢ م.

[3] ) الإبداع في الكتابة والرواية،  عبد الكريم الجبوري ، دار الطليعة الجديدة ، دمشق ، ط١ ، ٢٠٠٣ ، ص٨٨.

[4]   ) قاموس المورد، منير البعلبكي، بيروت، لبنان,٢٠١٩ ، مادة (هليون)

[5] ) أدوات تستخدم في الزراعة الفلسطينية مركز المعلومات الوطني الفلسطيني،    https://info.wafa.ps

[6] )  مفهوم الشخصية في النقد الأدبي ، عادل بدر ،جريد الوطن ،قطر، بتاريخ 29/11/2017م

[7] ) ينظر: تاج العروس، مرتضى الزبيدي، دار الفكر، بيروت،1944 .(مادة بطط، أوز).

[8] )  ينظر : الشاباك في أعمالنا الروائية ” الهليون نموذجا ” محمد نصار  .

[9] ) بناء الشخصية الرئيسية في رواية )عمر يظهر في القدس(، للروائي نجيب الكيلاني، عبد الرحيم حمدان، كلية الآداب، الجامعة الإسلامية بغزة، ٢٠١1 . 128 .

[10] ) مثل فلسطيني شائع يُقال لمن يُعاند من هو أقوى منه سلطة أو بأساً وجبروتاًـ لا نُعاند صاحب القوة أو صاحب النفوذ، ولكن يمكن للكف أن يلاطم المخرز، بل هو يتحدى المخرز ويلاطمه حتى دحر الاحتلال. https://www.paldf.net › forum › showthrea

 

زر الذهاب إلى الأعلى