نصوص

يتسكّعُ الشعراءُ في ليلِ المدينةِ

يتسكّعُ الشعراءُ في ليلِ المدينةِ

بقلم: محمد دقة/ شاعر فلسطيني 

يتسكّعُ الشعراءُ في ليلِ المدينةِ،

في نسيج أشعة الأضواء يختلفونْ.

أمِنْ حُلمٍ قديمٍ قُدَّ هذا النسجُ؟

أم من حزنِ أهل الدارِ؟

أم من زنبقٍ نبت احتراماً للحنينْ؟

ويشارك الشعراء في ليل المدينةِ،

يطفؤون قلوبَهم،

ويجاهرون بحبهم للعتْمِ إذ لا يعرفون من المرارةِ غيرَ جذوتِها،

ويختلفون، هل من خفقة القلب الشفيف المرِّ تنساب القصيدةُ؟

أم من دفقة الشوق الرهيبةِ؟

أم من حنظلٍ نبت احتراماً للحياة؟

ويشاغب الشعراء في ليل المدينةِ،

يسكبون حظوظَهم فوقَ الرصيفِ،

ويشربون عنادَهم ويحلّقون مع الخريفِ،

فيكتبون عن الجفافِ،

يدٌ أخرى ستفلتُها يدٌ أعلى ويختلفونْ.

أمن أخطائنا تزهو المدينةُ؟

أم منَ الإسفلت فوق الطينِ؟

أم من حُرقة الشعراء في ليلٍ حزينْ؟

يتسابقُ الشعراءُ،

يحتفلونَ، يعترفونَ، يختلفونَ،

ينزلُ وحيُهم ليرى قصائدَهم،

ويأخذَ ليلَهم ويزيدَ وحشتَهم ودهشتَهم ويبني بينهم سدّاً من الوجعِ المبينْ.

يتهامس الشعراء في فجر المدينةِ.

عن كلام الله في امرأةٍ تحاول أن تقولَ: “غداً سأطلقُ صرختي”، يتهامسونَ ويكتبونَ ويسألونْ.

أمن تعبٍ تؤجّل، مرةً أخرى، الخروجَ من العذابْ؟

أمن خوف تحاول أن تكونَ غريبةً عن نفسِها؟

أم من شقاءٍ تجعل الأيامَ خارطةً

وتعدُّ زينتَها وتأكلُ يومَها بين التوكّلِ والتوسّلِ والمرارةِ والسكونْ؟

لا يعرف الشعراء معنى أن تجاملَهم نساءٌ أو تشاركَهم عذاباتِ السنينْ.

زر الذهاب إلى الأعلى