مجتمع

“أسواق الزيتون” تشتكي قلة الإنتاج وعزوف عن الشراء

“أسواق الزيتون” تشتكي قلة الإنتاج وعزوف عن الشراء

اليمامة الجديدة – محمد النعسان

أمام دكانٍ صغيرٍ بسوق الزيتون المركزي، وسط مدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة، تَجِد الحاج جمعة عواد (70 عاماً) مُنشغلاً بتنظيف السِلال المُمتلئةٍ بـ”الذهب الأخضر” من الشوائب وأوراق الأشجار؛ ليعرضها بأجمل صورة؛ لجذب الزبائن والمشترين.
ويصطف التجار والباعة في السوق “العتيق”، حيث يعرض كل واحدٍ منهم أجود الأصناف والأنواع من ثمار الزيتون والزيت، التي يرغبها المجتمع الغزي.
وعلى الرغم من الأهمية التي تتمتع بها ثمار الزيتون وزيتها لدى المواطن الفلسطيني، إلا أن هذا العام سجل أدنى نسب في الانتاج والشراء.

قلة في الانتاج
لم يُخفِ السبعيني عواد، امتعاضَه من قلة إقبال المشترين على أسواق الزيتون هذا العام مقارنةً بالأعوام الماضية.

ويقول، لـ”صحيفة اليمامة الجديدة”، إن قلة الاقبال يتضافر مع قلة الانتاج، وشح المحصول هذا العام؛ مما يُسبب كساداً فادحاً وخسارةً كبيرةً للتجار.
ويعزو عواد، سببَ هذا الكساد إلى سوء الحالة الاقتصادية للمواطنين، في ظل غلاء المعيشة، والحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 15 عاماً.
سعر مرتفع
أما التاجر حمد أبو جزر (65 عاماً)، فيُوضح أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها سكان القطاع المحاصر ألقَت بظلالها على سوق الزيتون؛ مُؤكداً أن هذا الموسم من أسوء المواسم التي مرَّت على التجار خلال سنوات عمله بالسوق المركزي منذ ما يُقارب (35 عاماً).
ويُبين أبو جزر، لـ”اليمامة الجديدة”، أنَّ شُح أصناف الزيت الذي يُفضلها المواطن الغزي، وارتفاع سعرها، يحرمهم من القدرة على الشراء”.
ويُضيف: “يُحدَّد سعر الزيت حسب نوعه وجودته، مبيِّناً أن سعر “التنكة الواحدة” من النوع “الشملالي أوk18” يتراوح بين 460 – 480 شيكل، في حين تصل في بعض أنواعها “كالسري” إلى أكثر من 500 شيكل.

عزوف سببه الغلاء
لن يستطيع المواطن محمد المصري، هذا العام أن يُلبِّي احتياجات بيته من الزيت طوال العام.
ويقول المصري: “زيت الزيتون عماد البيت الفلسطيني، ولا يُمكن الاستغناء عنه؛ إلا أن الظروف القاسية التي نعيشها أجبرتنا على التركيز بالأولويات الضرورية لحياتنا”.
ويحتاج المصري، الذي يعيش في أسرةٍ ممتدةٍ مكونةٍ من 18 فرداً، إلى “ثلاث تنكات” من الزيت، إلا أنه هذا العام لم تُسعفه أوضاعه المادية إلا لشراء واحدة فقط.
إنتاج متدني
وبدورها أوضحت وزارة الزراعة في غزة، أن كمية إنتاج الزيتون متدنية جداً هذا العام مقارنةً بالأعوام الماضية.
وقال، مدير مديرية الزراعة بخانيونس، م. حسام أبو سعدة، إن كمية انتاج هذا العام تُعادل 30% من إنتاج الزيتون، مشيراً إلى أن الظروف الجوية، وارتفاع درجات الحرارة خلال العام الماضي كان من الأسباب الأساسية لتأثر الزيتون.
وأوضح أبو سعدة، أن  الصنف الشملالي من الزيتون هو الأكثر تضرراً والأدنى في كمية الإنتاج هذا العام، مُبيِّناً أنه يُعتبر الصنف الأكثر كمية في قطاع غزة في الأعوام الماضية.
وعبَّر عن أمله في أن ينعكس المجموع الخضري الكثيف الذي نمى هذا العام على نمو زهري في العام القادم ويكون الإنتاج أعلى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى