نصوص

 أين سيبيت الطفل هذه الليلة.. نص: محمد القدوة

أين سيبيت الطفل هذه الليلة

بقلم: محمد فوزي القدوة/ غزة 

ها قد حلّ الليل على سماء غزتنا

ماذا بعد ذلك الانتظار؟!

خوفٌ يملأُ وجدان طفل مسّح دمعه

بيده الممزوجة بقطرات دم والكثير من الغبار

الفرصة سانحة للميكروبات بأن تخترق الجسد

بأقل جهد وأعظم خسارة..

حين نظرت إلى الأخبار حاولت أن أسترق روحي داخل طفل

شاهدت عينيه تخاف أن تبكي

وبدأت أجوبهما وأسمع فيهما..

ما أعظم من أن يغدو طفل لم يزداد عمره عن سبع سنوات لا يعلم أين البيت

هو لا يهمه البيت

لم يحفظ جداره بعد

يهمه شيئان عائلة لا يذكر سوى ملامحهم التي

تباغته قبل النوم لترسم أجمل ابتسامة يلاقيها الله

وصحوة على صوت أمه الدافئ مثل كوب الحليب الذي ينتظره.

ما يهمه أيضًا أن

يبحث عن شريك أحلامه الليلة

ينام وفي حضنه دمية بلاستيكية

لربما اشتراها له والده ليصنع له صديقًا يُفترض أن يبقى

أبديًا ما لم تمزق ثيابه أو يلقى خارج البيت

هذا الاعتيادي لأي دمية حول العالم

لا أذكر أنني قرأت في تاريخ عالم الدمى أن حياتهم تنتهي

في عناق لسقف المنزل

أو حتى تحت “بنك الأهداف”

لربما أمه من أحضرتها لتكفّر عن ذنبها حين جعلت

الليل يبكي، ويذهب بوجهه إلى الله حزين..

لا تهم كل تلك الذكريات الآن، فهي مصدر الوجع القادم

أين سيبيت الطفل هذه الليلة؟!

لحظة…

بدأ الطفل يصيح:

هل انتهوا ؟

أحتاج أن أعتاد على غرفة جديدة،

لا يهم

لكنني سأعتذر لوالدي

فأنا لن أخلق صديقًا جديدًا،

يتركني ويرحل في عناق لا يهمني

وأسامح أمي ايضًا

لا أريد كفّارة ذنب

أريدها فقط

أن تعود لتعانقني..

زر الذهاب إلى الأعلى