مجتمع

البوجي: هل لدينا وسائل إعلامية لتوصيل معاناتنا إلى العدو؟

هل لدينا وسائل إعلامية لتوصيل معاناتنا إلى العدو؟

بقلم: محمد البوجي/ ناقد وأستاذ جامعي

هل لدينا وسائل إعلامية لتوصيل معاناتنا إلى العدو؟ هل نستطيع صناعة إذاعة بالعبرية، أو صحافة بالعبرية، طبعا ليس لدينا، كيف يمكننا اختراق عقلية العدو القادم من أوربا وهو معبأ ضدنا، يعتقد إن الأرض فارغة لا سكان فيها، كيف يمكننا الوصول إلى عقلية وثقافة هذا العدو، وإن نزحزح شيئاً من قناعاته ضدنا، إن التعصب الأعمى للكثير منهم ناتج عن غياب خطابنا الموجه لهم. وإننا هنا موجودون منذ الأزل.

وإننا نقاوم وإن السجون مليئة بأبنائنا المناضلين من أجل الحرية.. وإن بعضهم يعيش في بيت بناه جدي وأبي وإن قبور أجدادي وعظامهم في المقبرة المجاورة، هذه أفكار ينبغي أن تصلهم بقناعات سياسية.. أهل الإعلام أدرى. لكن هل مسموح باختراق العالم المتخيل لهؤلاء القادمين من أوربا. أم يظلون أسرى قوالب يحفظها بعض الأغبياء هنا. نحن هنا في مواقع المواجهة. ما ينطبق علينا.. لا ينطبق على أهلنا العرب خارج حدود فلسطين.. من حقي أنا زيارة القدس والصلاة فيها، لكن ليس من حق أي عربي ذلك، من حقي استلام تصريح للعمل، لكن ليس من حقى اي عربي ذلك، لنا خصوصية في التعامل. لهذا قضية التطبيع بحاجة إلى إعادة قراءة لأصحاب خندق المواجهة المشترك مع العدو، هؤلاء الذين يتشدقون بمفهوم منغلق للتطبيع نراهم في القدس وحيفا.. لا بد من توصيل معاناتي وأهاتي وعنصيرتهم وهمجيتهم من خلال خطاب فلسطيني وطني حر. الزعيم أبوعمار كان يدفع الملايين لشخصيات من أجل كلمة حرة تقال هناك. ينبغي أن نزاحم في الأرض والهواء والفضاء والبحر والثقافة، إننا هنا عليهم أن يعترفوا، إننا موجودون وبكثرة ولنا صوت قوي وكلمة حرة وشعر عالمي ورواية عالمية، إننا نمتلك أدباً أفضل ألف مرة مما يكتبون، وإن العالم كله يترجم شعرنا وأدبنا.

مطلوب منا توجيه خطاباً فاعل صوتا وصورة وترجمات فاعلة، عدونا يصنع إذاعات وفضائيات بالعربية للدخول إلى ذهن وثقافة العربي وتشويشها تجاه القضية الفلسطينية، وهذا سلاح قوي للمواجهة المستمرة، علينا أن نعمل به قدر المستطاع، ولدينا المقدرة. وقف الشاعر توفيق زياد وألقى كلمته في الكنيست بلغة عبرية صحيحة، سألوه: أين تعلمت العبرية، قال، في سجونكم.. نحن لا زلنا كما نحن في سجونهم.

زر الذهاب إلى الأعلى