مجتمع

التلولي في ذكرى النكسة: قائمة النخب أشبعتنا خطبًا ولم تفز بالإبل

الثقافة سلوك..

الكاتب شفيق التلولي

مرت ذكرى النكسة، لم نسمع غير ضجيج قائمة “النخب” الذين صدعوا رؤوسنا بالاستقالة أو الإقالة؛ لعله لم يكن يوم هزيمة حزيران إعلامًا حرًا وفضاءً مفتوحًا غير صوت العرب بلسان “أحمد سعيد” رحمه الله، وإلا لربما انبرت تلك النخب لدحض الهزيمة وآثارها، أو تحويلها لنصر يُذكي الفعل النضالي، أو حتى مطالبة الأنظمة آنذاك بالرحيل وتفكيك جيوشها وإعادة تشكيلها بما يضمن النهوض من رماد النكسة ورد الاعتبار للأمة العربية.

إذا كان من الممكن أن يكون الأمر كذلك؛ لماذا تغيب أقلام تلك النخب في عصر وفرة الفضاء الإعلامي المفتوح، وتعزف عن استذكار تلك المناسبة في الوقت الذي يحقق فيه الشعب الفلسطيني انتصارًا عظيمًا جسدته معركة القدس بالتزامن مع ذكرى النكبة والنكسة، وفي الوقت ذاته تنبري لمطالبة الرئيس محمود عباس بالاستقالة أو الإقالة بعد أن باتت ترتسم معالم الوحدة الوطنية الفلسطينية التي عبر عنها حالة الإجماع الوطني حول معركة القدس وتجلياتها في غزة، عوضًا عن الهجوم بالقلم على الاحتلال الإسرائيلي مسبب المأساة الكبرى؟!

تُرى أين يقف معشر المثقفين من قضايا الأمة التي يجب الاشتباك معها دون وصاية أو أجندات؟!
المثقفون الحقيقيون هم القابضون على جمر الكلمة دفاعًا عن فلسطين ومشروعها الوطني والمتمترسون في الخنادق الأمامية للوطن، وليس الراقدين في الفنادق الخلفية فيما وراء الخريطة.

قائمة النخب من مثقفين وغيرهم، أشبعتنا خطبًا ولم تفز بالإبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى