نصوص

الحب ممحاةُ البصر

الحب ممحاةُ البصر

بقلم: شيماء آل هاشم/ مصر 

الحب ممحاةُ البصر

حين أحببتُ صرتُ عمياء

لا أرى سوى الخيالات الممتدة

لظهورهُ القليل

تركني في المدينة

سافر إلى مدينة أخرى

وامرأة أخرى

ترك في يدي أزهار البيلسان

جفّت الأزهار

ربما باتت حُطاماً

ترك المدينة والمرأة

سافر إلى بلدٍ آخر

وكل مدينة لها نسختي من الحب

كل مدينة فيها نسختها العمياء

أحببته رغم أقتراني الشديد بالخوف

تركت له ممحاة يمحو بها كل آثار الحزن

على جسدي

تركت جسدي في النهر

تعلّمت البناء

وبنيتُ جسداً آخر

بخصائص الحرباء

حتى أتبعه

وأصير في كل مدينة امرأته

كما يحب

خالية من المشاعر المفرطة

خالية من الذكريات

خالية من الحزن واليأس

جمّلت وجهي بملامح امرأة أحبها قبلي

صرت نحيفة وجميلة

مثلما يريد

صرت بكماء كي لا أشغله بأحاديث ليس لها قيمة

وصرت عمياء كي لا أرى خياناته الكثيرة

تشكّلت تماماً كما يحب

تخلّيت عن هويتي الضعيفة

وأصبحت أرتدي الكعوب العالية

والفساتين القصيرة التي تظهر أول النهديْن

الحب قاتلٌ محترف

يسلخ جلدي وجسدي وينحتني كما يريد

لو أنني لم أقع في الحب يومًا

ترى

كيف سأكون؟

غير امرأة وحيدة وحزينة

تقضي الليل في قضم الأظافر

والندم والعويل

امرأة بجسدٍ ممتليء يتقزز منه الرجال

امرأة لا تستطيع إرفاق القبلات الى الحبيب

امرأة لا تستطيع ارتداء الكعوب والفساتين

امرأة تخشى من الضجيج والزحام.

لهذا فضلت أن أكون امرأته الغريبة

في كل مدينة

وكل بلد

لهذا فضلت

ألا أكون أنا

زر الذهاب إلى الأعلى