ثقافة

الروح العروبية في قصيدة سارة الخير

الروح العروبية في قصيدة سارة الخير

بقلم: الأستاذ الدكتور محمد بكر البوجي

قرأت النص مرة وثلاث وأربع، تذكرت الزمن العربي الغابر الذي كان فيه كل شعراء العربية يتغنون ليل نهار بالعروبة، وتذكرت أغاني فهد بلان وفريد الأطرش وسميرة توفيق، ومعظم الفنانين العرب الكبار. كانت قصيدة الشاعر العربي في مصر، فخري البارودي، التي مطلعها (بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان) النشيد الذي ملأ الدنيا وطنية، فقد غناه أكثر من فنان. نشيد القومية العربية ملأ مقاعد الدراسة في أرجاء الوطن العربي، حافظنا من خلاله على التقاليد العربية، وحب الوطن العربي بأكمله.

مر الوطن العربي بمؤامرات كبرى، كانت بدايتها إطلاق سراح التطرف بأمر من رئيس دولة، ثم اغتالوه أمام الجمع، انتشرت ظاهرة العنف، كانت المؤامرات دولية عالمية ضد أفكار العروبة خاصة في العراق وسورية ومصر وليبيا والجزائر وتونس واليمن وفلسطين، عشنا مرحلة ظلامية قاسية، ما عدنا نتذكر أفكار الوحدة العربية، صار كل قطر يعالج جراحه بمفرده، انهارت العراق وليبيا واليمن ولبنان، حتى الشعراء عميت قلوبهم عن الرؤية الصافية للعروبة. في هذا النفق الضيق والمظلم، والشتات والتمزُّق العربي قرأت قصيدة الشاعرة الكبيرة سارة خيربك.. ولكم أعجبتني لأنها عاودت رسم خريطة الوطن العربي من خلال التصوير الشعري، أعطت لكل بلد صورته الناصعة وإرثه الذي يفتخر به، قرأت النص أسعدني وأعادني إلى الوراء ستين عاماً مضت.

عنوان القصيدة لافت للنظر (وجه آخر للحلم العربي) يمنح المتلقي طاقة تخييلية يمزج فيها بين ما كان وبين رجاء المستقبل، بمعنى أن الحلم العربي لا زال متجددًا بوجه آخر، رغم أن الحلم كما قالت القصيدة:

(فتمزقت أشلاؤنا بمصائب -والكل في نكباتها قاسى عبر…) تعيد رسم الحلم العربي، وتخيط الأحلام بخيوط من ذهب، إنه خيط الوحدة العربية، كما تقول: (فأخيط أحلامي بتبر تخيل – هلا توحدنا بآتٍ مُنتَظَر) ثم تبدأ في رسم خريطة الأمة العربية بالتفصيل تبدأ من موريتانيا غرباً إلى البحرين وعمان والعراق شمالاً، نلاحظ كمية طاقة الآلام التي يبثها النص، إنها تعادل نفسية الشاعرة، مما يمنح النص طاقة عالية المستوى من الشجن.

يقول النص: (كل نفكر يا بلادي جاحداً ًًبعض من الأهلين جار بحكمه) رغم تدخل بعض الأهل فيما حدث لكن شاعرتنا الكبيرة تبدو متسامحة، تمد يد المحبة إلى الجميع رغم فقدانها العزيز عليها في سورية.. فقدت أخاها الشهيد بيد المتآمرين على سورية، وقالت فيه رثاء لا تقلُّ فيه عن الشاعرة العربية القديمة، تسامح من ساند ومن طعن رغم النزيف والألم، لكن الشعب العربي السوري توَّاقٌ إلى رؤية الأمة العربية ذات حلم واحد، وأن تعود اللحمة إلى سابق عهدها، تجمعهم المحبة والمصالح المشتركة،كل قطر له سمات يعتز بها كما قالت القصيدة: ( ستجيء

قرأت النص مرة وثلاث وأربع، تذكرت الزمن العربي الغابر الذي كان فيه كل شعراء العربية يتغنون ليل نهار بالعروبة، وتذكرت أغاني فهد بلان وفريد الأطرش وسميرة توفيق، ومعظم الفنانين العرب الكبار. كانت قصيدة الشاعر العربي في مصر، فخري البارودي، التي مطلعها (بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان) النشيد الذي ملأ الدنيا وطنية، فقد غناه أكثر من فنان. نشيد القومية العربية ملأ مقاعد الدراسة في أرجاء الوطن العربي، حافظنا من خلاله على التقاليد العربية، وحب الوطن العربي بأكمله.

مر الوطن العربي بمؤامرات كبرى، كانت بدايتها إطلاق سراح التطرف بأمر من رئيس دولة، ثم اغتالوه أمام الجمع، انتشرت ظاهرة العنف، كانت المؤامرات دولية عالمية ضد أفكار العروبة خاصة في العراق وسورية ومصر وليبيا والجزائر وتونس واليمن وفلسطين، عشنا مرحلة ظلامية قاسية، ما عدنا نتذكر أفكار الوحدة العربية، صار كل قطر يعالج جراحه بمفرده، انهارت العراق وليبيا واليمن ولبنان، حتى الشعراء عميت قلوبهم عن الرؤية الصافية للعروبة. في هذا النفق الضيق والمظلم، والشتات والتمزُّق العربي قرأت قصيدة الشاعرة الكبيرة سارة خيربك.. ولكم أعجبتني لأنها عاودت رسم خريطة الوطن العربي من خلال التصوير الشعري، أعطت لكل بلد صورته الناصعة وإرثه الذي يفتخر به، قرأت النص أسعدني وأعادني إلى الوراء ستين عاماً مضت.

عنوان القصيدة لافت للنظر (وجه آخر للحلم العربي) يمنح المتلقي طاقة تخييلية يمزج فيها بين ما كان وبين رجاء المستقبل، بمعنى أن الحلم العربي لا زال متجددًا بوجه آخر، رغم أن الحلم كما قالت القصيدة:
(فتمزقت أشلاؤنا بمصائب -والكل في نكباتها قاسى عبر…) تعيد رسم الحلم العربي، وتخيط الأحلام بخيوط من ذهب، إنه خيط الوحدة العربية، كما تقول: (فأخيط أحلامي بتبر تخيل – هلا توحدنا بآتٍ مُنتَظَر) ثم تبدأ في رسم خريطة الأمة العربية بالتفصيل تبدأ من موريتانيا غرباً إلى البحرين وعمان والعراق شمالاً، نلاحظ كمية طاقة الآلام التي يبثها النص، إنها تعادل نفسية الشاعرة، مما يمنح النص طاقة عالية المستوى من الشجن.
يقول النص: (كل نفكر يا بلادي جاحداً ًًبعض من الأهلين جار بحكمه) رغم تدخل بعض الأهل فيما حدث لكن شاعرتنا الكبيرة تبدو متسامحة، تمد يد المحبة إلى الجميع رغم فقدانها العزيز عليها في سورية.. فقدت أخاها الشهيد بيد المتآمرين على سورية، وقالت فيه رثاء لا تقلُّ فيه عن الشاعرة العربية القديمة، تسامح من ساند ومن طعن رغم النزيف والألم، لكن الشعب العربي السوري توَّاقٌ إلى رؤية الأمة العربية ذات حلم واحد، وأن تعود اللحمة إلى سابق عهدها، تجمعهم المحبة والمصالح المشتركة،
كل قطر له سمات يعتز بها كما قالت القصيدة: ( ستجيء شمس لا محالة في الضحى -ونقول كابوسًا تولى قد عبر إلى هذا الحد من التسامح العروبي ، إنها محبة وكرامة، عشق وانتماء، الهدف والمصير، حتى يظل العربي طوداً، والصمود سبيلنا مهما يضيق الدرب يؤدي للظفر، فالعرب أمامهم تحديات أكبر من الصراعات الداخلية، إنه الموقع الحضاري والتطور المرجو. بلادنا فيها كل مقومات النهوض، فيها العجائب والغرائب والدرر، كما يقول النص. إنها عملية إحياء وبعث من جديد نتيجة الصدمة الكبيرة التي حدثت في الوطن العربي، هل يدخل النص في عملية تحريض المتلقي ضد الواقع المؤلم؟

تعد هذه القصيدة من القصائد المهمة في الشعر العربي بعد السقوط في مضمونها القومي، وفي رسمها خارطة الوطن بمآثره العتيدة التي تؤهله للثورة على الواقع وتغييره.

دعوة صارخة لتحرير العروبة من الهيمنة الأجنبية بكل أشكالها، دعوة لإيجاد كتلة عربية موحدة تمتلك أمجاداً تتغنى به عبر الأجيال، وتمتلك وعياً ومصادر للارتقاء نحو الأفضل.

تبكي شاعرتنا على حال الأمة بويلاتها ونكساتها، يكفي أن الشمائل العربية الأصيلة تحمي العروبة من الذوبان. تحاول الشاعرة تحريك الذهن العربي الساكت الصامت. يعيش حالة من الذهول والتلفت، ديمومة الفكر العربي هو حيوية واندفاع ورقي للأمة، تصنع القصيدة تياراً وطنياً عروبياً ما بعد السقوط. أرادت أن تقول بصراحة يكفي ذلً وهواناً، آن الآوان أن نرتقي فوق الجراحات ونعود إلى أصولنا، إلى وحدتنا، إلى قوميتنا.
نحن ندرك الماضي المجيد ونتطلع إلى آفاق جديدة ترفع أعناقنا الى السماء إلى الحرية والإبداع والتطور، هنا نذكر قول الشاعر الفلسطيني إبراهيم اليازجي عندما صرخ قبل مائة عام بقوله: ( تنبهوا واستفيقوا أيها العرب – فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب) بعد أكثر من مائة عام يكرر المطالب نفسها لإعادة الروح إلى العروبة، أو كما قال شاعرنا حافظ إبراهيم: (رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي- وناديت قومي فاحتسبت حياتي) كُثُرٌ هم الشعراء الذين دعوا إلى عودة الروح، أما اليوم فقد ضاقت الدنيا بالشعراء، لم ينتبهوا إلى تجسيد الوعي القومي شعراً.

إن استلهام الوعي القومي سمة ليست بارزة في الشعر العربي بعد السقوط، أدى هذا إلى ضعف الشعر العربي عمومًا، لم نجد جديدأ في الرؤية أو الأدوات، لهذا تتميز قصيدة شاعرتنا الكبيرة سارة خيربك في مرحلتها بفرادة الموضوع، وعروبية الرؤية.

لو أني صاحب قرار لجعلت هذا النص (وجه آخر للحلم العربي) ينتشر في كل بقاع الوطن العربي، ومقاعد الدراسة فيه.

أحييكم سعادة الشاعرة على هذه الروح والتمسك بجمرها في وقت عز الشعراء عنها. كل الاحترام والتقدير لكم من فلسطين الصمود.

(وجه آخر للحلم العربي)

ويسافر الحلم الجميل على الصور
يزجي الهتون الدافقات مع المطر

فأخيط أحلامي بتبر تخيُّلِ
هلّا توحدنا بآتٍ مُنْتَظَر

فبلادنا من شرقها

شمس لا محالة في الضحى -ونقول كابوسًا تولى قد عبر إلى هذا الحد من التسامح العروبي ، إنها محبة وكرامة، عشق وانتماء، الهدف والمصير، حتى يظل العربي طوداً، والصمود سبيلنا مهما يضيق الدرب يؤدي للظفر، فالعرب أمامهم تحديات أكبر من الصراعات الداخلية، إنه الموقع الحضاري والتطور المرجو. بلادنا فيها كل مقومات النهوض، فيها العجائب والغرائب والدرر، كما يقول النص. إنها عملية إحياء وبعث من جديد نتيجة الصدمة الكبيرة التي حدثت في الوطن العربي، هل يدخل النص في عملية تحريض المتلقي ضد الواقع المؤلم؟

تعد هذه القصيدة من القصائد المهمة في الشعر العربي بعد السقوط في مضمونها القومي، وفي رسمها خارطة الوطن بمآثره العتيدة التي تؤهله للثورة على الواقع وتغييره.

دعوة صارخة لتحرير العروبة من الهيمنة الأجنبية بكل أشكالها، دعوة لإيجاد كتلة عربية موحدة تمتلك أمجاداً تتغنى به عبر الأجيال، وتمتلك وعياً ومصادر للارتقاء نحو الأفضل.

تبكي شاعرتنا على حال الأمة بويلاتها ونكساتها، يكفي أن الشمائل العربية الأصيلة تحمي العروبة من الذوبان. تحاول الشاعرة تحريك الذهن العربي الساكت الصامت. يعيش حالة من الذهول والتلفت، ديمومة الفكر العربي هو حيوية واندفاع ورقي للأمة، تصنع القصيدة تياراً وطنياً عروبياً ما بعد السقوط. أرادت أن تقول بصراحة يكفي ذلً وهواناً، آن الآوان أن نرتقي فوق الجراحات ونعود إلى أصولنا، إلى وحدتنا، إلى قوميتنا.

نحن ندرك الماضي المجيد ونتطلع إلى آفاق جديدة ترفع أعناقنا الى السماء إلى الحرية والإبداع والتطور، هنا نذكر قول الشاعر الفلسطيني إبراهيم اليازجي عندما صرخ قبل مائة عام بقوله: ( تنبهوا واستفيقوا أيها العرب – فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب) بعد أكثر من مائة عام يكرر المطالب نفسها لإعادة الروح إلى العروبة، أو كما قال شاعرنا حافظ إبراهيم: (رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي- وناديت قومي فاحتسبت حياتي) كُثُرٌ هم الشعراء الذين دعوا إلى عودة الروح، أما اليوم فقد ضاقت الدنيا بالشعراء، لم ينتبهوا إلى تجسيد الوعي القومي شعراً.

 

إن استلهام الوعي القومي سمة ليست بارزة في الشعر العربي بعد السقوط، أدى هذا إلى ضعف الشعر العربي عمومًا، لم نجد جديدأ في الرؤية أو الأدوات، لهذا تتميز قصيدة شاعرتنا الكبيرة سارة خيربك في مرحلتها بفرادة الموضوع، وعروبية الرؤية.

لو أني صاحب قرار لجعلت هذا النص (وجه آخر للحلم العربي) ينتشر في كل بقاع الوطن العربي، ومقاعد الدراسة فيه.

أحييكم سعادة الشاعرة على هذه الروح والتمسك بجمرها في وقت عز الشعراء عنها. كل الاحترام والتقدير لكم من فلسطين الصمود.

(وجه آخر للحلم العربي)

ويسافر الحلم الجميل على الصور

يزجي الهتون الدافقات مع المطر

فأخيط أحلامي بتبر تخيُّلِ

هلّا توحدنا بآتٍ مُنْتَظَر

فبلادنا من شرقها

زر الذهاب إلى الأعلى