مجتمعمنوعات

السيد حيدر علي شهاب: فرجة لا تسد

السيد حيدر علي شهاب: فرجة لا تسد

بقلم: محمد سهيل

غاب الفرد الأخير من باطن عيوننا وأظهر وأبقى بعد غيبته فرجا عظيما.

لا يليق لمكانه أحد بعده. قد توج تاج المسلمين كيرالا. انه رجل لا يذكره أهالي كيرالا إلا قاموا له تبجيدا وتكريما. نادر من نوادر الزمان، كأنه قيل، عاش قليلا ونال كثيرا لعظمه وشرفه بين رؤوس الخلائق.

هذا واضح، على ان سلسلة هذه الأسرة تصل من حسن رضي الله عنه وعلي رضي الله عنه ثم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولم يكن لحياته غرض سوى ان تكون كلمة الله هي العليا. ولذا أنفق أكثر طول حياته على خدمة الاسلام والمسلمين. على حسب ما نرى، ان له قوة وملكة على قيادة الامة الاسلامية. وقوة فيها امر عظيم. له ملكة على التوسط بين الصوفية والسياسية. ويدبر ويسود الامة الاسلامية تحت الإشارة الكريمة. ومن خصوصه انه لمثل الأعلى لكل واحد من العلماء الكرام. كم قيل قد سال السيل في ناطقة فانكاد عند إعلان خبر وفاته.

وبالمناسبة قد سال الناس الى بيته كالسيل الجاري عند سماع خبره المتفجع للقلوب والمتكسر للصدور. قد سمعنا من آبائنا وجداتنا قصصا تشير إلى أهمية السيد حيدر علي شهاب. الآن أذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح في قوم نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك. وفي سنة ٢٠٠٩، حين توفي أخوه الأكبر السيد محمد علي شهاب تولي اليه رئاسته حزب رابطة المسلمين. قد ألبس لباس السيادة بنشاط، وكل وقت تأتي إليه المئات من أربع الجوانب، لكن لا فرق بين الأديان. وأهم مزيته، إن رآه أحد فيقع في إكرامه وتعظيمه لأجل الابتسامة الجميلة من تلك الوجه الكريم. وذاك فقط ؛ وأن له قوة وملكة على أن يدبر الامور كلها بحيلته. قد أعطى لحياته لامته فنسي ان يعيش لنفسه….

قد مكن في صدود المسلمين وغيرهم، كان له يد على شفاء جراح قلوب المجرحين. أن الامة الإسلامية وغيرهم يأتون إليه بالأحكام والقضايا على طلب الدواء اللائق منه.

ولقد أوقع في نفوس الناس كلهم كلمه وفعله لأثر قوله وفعله في النفوس. قد ادخرت ولاية كيرالا بيده العزيزة. ولو كان الناس يأتون إليه بمملوءة الدموع والكلوم الصدرية لكن يرجعون بوجوه باسمة وقلوب راحية.

كما يقال، قد تفرقت الامة الإسلامية بعد فراغه على ضياء لهم قائدهم الرشيد وسيدهم الحليم الذي مكن في قلوب المسلمين، الذي منح الله له القوة على تدبر لجام المسلمين. عجبا لأمره كله، قد أنفق أكثر حياته لخدمة الدين الإسلام وأمة المسلمين من غير نظر إلى صحته رغبة ورهبة أجور الله على هذه الخدمات. وكانت حركاته وسكناته كلها عبرة لأمته المسلمين. وبالموافقة، يستطيع أن تقول إنه قد أنفذ دوره كاملا وتاما ليس فيه تقصير ولا نقص. ولقد أفرغ الله في قلوب المسلمين محبة قربة له. وعجبا لنا، ان له كرامة عليمة في نفوس الناس حتى في نفوس الأعداء لأجل هيبته ووقاره. قد جل جلاله وعظم عظمه بإفراغ محبة له من الله تعالى. لكن، قطف الله هذه الزهرة من قلوب المحبين ، ارتحل السيد الى جوار الله تعالى عن عمره ٧٤ عاما سنة٢٠٢٢.

محمد سهيل

باحث قسم القرآن وعلومه، كلية دار النجاة العربية، كيرالا

التابعة لجامعة دار الهدى الإسلامية بالهند، كيرالا.

زر الذهاب إلى الأعلى