تقارير

الشباب بين الثقافة الغربية والثوابت المجتمعية

الشباب بين الثقافة الغربية والثوابت المجتمعية

تقرير: محمود البلعاوي

لوحظ في الآونة الأخيرة تفشي ثقافات في المجتمع باتت تفوق تلك التي نشأت عليها الأجيال، ويعزي ذلك الكثيرون إلى القنوات التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي، التي قامت بترسيخ العديد من المظاهر والسلوكيات الدخيلة والشاذة عن مجتمعاتنا وثقافاتنا وتقاليدنا العربية، والتي هبطت بمستوى الذوق العام لدى الشباب والأطفال، مما انعكس على لباسهم ومظهرهم العام، وحتى كلامهم ومصطلحاتهم التي يستخدمونها في مفرداتهم اليومية

تقول أسماء أبو حشيش خريجة الصحافة والإعلام : “لاشك ان الانفتاح على العالم لابد منه لزيادة المعرفة والعلم والتطور في جميع مناحي الحياة ومن شأنه خلق جيل متفتح ذهنيا وذو ثقافة واسعة ، مضيفة أنه من الممكن ومع كل هذا الانفتاح ان يفقد الشباب بعض العادات والتقاليد والثوابت بل ويتبنى تقاليد وثقافات غربية لا تتناسب مع مجتمعاتنا اطلاقا لافتا “أن ذلك سوف يؤثر ذلك على استقرار المجتمع، لذا على المهتمين توعية الشباب بمخاطر الثقافات الغربية على مجتمعنا وغرز ثوابتنا وقيمنا فيهم ليصبحوا قادرين على مواجهة هذا الانفتاح”.

من جهته يقول أحمد السيد (طالب في كلية الطب) :” إنه يشعر بنوع من الغربة أحيانا وهو يتحدث مع أصدقائه وزملائه، الذين بدو متأثرين بالثقافة الغربية إلى حد من بعيد، وذلك من حيث المظهر والشعر والكلام، لافتا إلى أن البعض يعتبر استعمال اللغة الغربية والتشبه بأهلها نوعا أنواع الانفتاح والتطور، لكنه يرى ذلك مضرا بالثقافة العربية، ودلل على ذلك أن بعض الشباب لا يستطيعون أن يعبروا عما في خواطرهم باللغة العربية سواء بالحديث أو الكتابة”.

بدورها أكدت الدكتورة في الشريعة الإسلامية مريم البرش على ضرورة الانفتاح على الغرب في علاقاتنا اليومية والدبلوماسية والإنسانية، ولكن يؤرقنا بامتداداته السلبية التي تنتقص من قيمنا وهويتنا، أما عن دور المساجد في التوجيه والإرشاد، أجابت البرش” لابد وأنه تقع مسؤولية كبيرة على دور العبادة في التوجيه والأرشاد، حيث أنها تعتبر مصدر ثقة للكثيرين، وأنها تجمع الكثير من الشباب من كافة المستويات الثقافية والتعليمية والاجتماعية”.

أما دعاء طافش المتخصصة المجتمعية تعزو سبب ظهور المصطلحات المستحدثة والمفاهيم الغربية إلى أنه مع عصر الثورة المعلوماتية أصبح لكل عصر ثقافته ولغته الخاصة، ومن ثم هناك لغة مستحدثة أوجدها تفاعلنا اليومي مع الانترنت، فانتشرت المفاهيم والمصطلحات الوافدة؛ نتيجة لهذا التفاعل الحياتي بين الإنسان وبين المنظومة التكنولوجية، وترى طافش أنه إذا استمرت الثقافة الغربية بالتفشي بين الشباب،فسنفتقد الكثير من القيم الأساسية التي سيترتب عليها تحلل أسري وعزوف الشباب عن المشاركة المجتمعية والسياسية، وتأمل طافش من وسائل الإعلام المحلية القيام بدورها الحقيقي في دعوة الشباب للتمسك بالأصالة والعادات والتقاليد السليمة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى