ثقافة

الناقد عمر عتيق يكتب: أوهام النقد الجمالي 

أوهام النقد الجمالي

بقلم: د. عمر عتيق/ ناقد وأستاذ جامعي 

إذا كان هدف المعاينة النقدية للنص إبراز جماليات التعبير والتغني بالصور الفنية المؤسسة على التشكيل البياني من تشبيهات واستعارات وكنايات ومجازات فإن الهدف منقوص، فالهدف ينبغي أن يمتد إلى تبيان الوظيفة الثقافية الكامنة في حنايا التصوير الجمالي، وأن يكون التحليل النقدي المغلف بالصور الجمالية حاملا لخطاب التجديد والتحديث والتثوير والتفكيك والهدم والبناء.

لا أجد فرقا جوهريا بين الناقد الذي يكتفي بالوقوف على ضفاف الصورة الجمالية مشيدا بفضاءاتها الجمالية، والمشاهد للوحة تشكيلية الذي يكتفي بالمتعة البصرية لتناسق الألوان ونسق الأشكال، أو المتعة الشعورية. ولا أجد فرقا جوهريا أيضا بين النقد الجمالي الخالي من الحمولة الثقافية ومن يستمع لصوت رخيم يتلو آيات من القرآن الكريم دون أن يفهم معناها أو مقصدها الرباني.

تكاد تقتصر المعاينة النقدية للشعر على الجوانب الفنية بإجراءات منهجية مكررة، وكأن الناقد يخشى من محاسبة المخلصين للمنهج الذي يتبعه في دراسته، فهل نجد ناقدا تجاوز إجراءات البحث في الجوانب الفنية المعهودة؟

زر الذهاب إلى الأعلى