ثقافة

بشرى أبو شرار تكتب: لا شيء مستحيل إلى روح أخي ماجد أبو شرار

لا شيء مستحيل

بقلم: بشرى أبو شرار/ أديبة فلسطينية 

إلى روح أخي الغالي “ماجد أبو شرار ”

هي حروف أستهل بها عنوان قصتي والتي أكادها تكتبني، هل خاننا تغير الزمن أم أن لا شيء مستحيل، بيانو رأيته في وادي رم، تصلني ترنيمته الأثيرة من سحر الرمال وشموخ الجبال، وصفير الريح أكاده يروي حكاياتنا النبطية والتي لازالت تسكن القلب والوجدان، إنه وادي رم، عبر شاشة التلفاز أتابعها، تحمل عدسة التصوير بحجم كف يدها , تضغط على المكبس، فتخرج لها صورة الضيف الواقف أمامها، تأخذها وتلصقها على أوراق متهالكة، تكتب عليها حروف تكادها من قبل ألف ألف عام، ما يحيرني أنها أعادت لي تلك اللحظة التي عشتها من زمن الأبيض، كنت أقف إلى جوار أخي حيث مجلسنا الذي يجيد أن يلونه بروح الحب، كان لتوه قادما من رحلته البعيدة، في يده تلك العدسة التي تشابه عدستها ” بالارويد ” طلب من أحد رفاقه لأن يلتقط لنا صورة أنا وهو، ضمني إليه وعانقت ضحكته نور قلبي، نور العدسة عانق ملامحنا، صورة خرجت لتوها، وضحكة هي لنا لم تغادر مطارحها حتى وقتي هذا , أهداني صورة جمعتنا معا، ظلت الصورة تسكن ألبوم صوري وأنا التي فزت بهذه اللحظة التي عادت إليّ من لا شيء مستحيل , عادت بذات العدسة وذات الصورة الحاضرة رغم رحيله منذ سنوات لكنه ظل أمير الحضور في حضرة الغياب , يصلني صوتها من مساحة شاشة التلفاز:

” كما تتجدد الحياة جدد نفسك، غامر، ابتسم، ارقص، اعزف لصقيع أيامك لحنا دافئا لأن لا شيء مستحيل، أرقص في الشمس وتحت المطر …

لا شيء مستحيل … لا شيء مستحيل

زر الذهاب إلى الأعلى