نصوصنصوص مختارة
رائج الان

تعال يا أبي.. شعر: أنور الخطيب

تعال يا أبي

بقلم: أنور الخطيب/ شاعر فلسطيني 

تعال يا أبي

استأذن ولو دقيقة من حارس الغياب

ينتهي الموت ولا ينتهي الحساب،

تعال، انت تعلم،

بيني وبين الرياضيات صفعةُ أربكت ذاكرتي

أنستني، وقت انفجار دماغك،

كنت حينها، أقرأ الماورائيات

من “زرادشت” حتى الست “صالحة”،

والآن، أقرأ “أوشو”،

فلا تسلني، كيف ستركُل سقف الغموض وترتدي أوراق توت الوضوح،

وتنطِقُ مرةً أخرى: أنا عبدالله يا “ولاد الكلب”.

لا لستَ عيسى يا أبي،

عبدالله اسم أبيك،

قل لي، لماذا كلما زاد الغياب

ازداد الغباء، والخوف من نبوءة الحياة،

هل اعترفتَ للملكَيْن، بأنك أولُ من قال “لا” للعنينين،

الحاملين البلادَ على صهوة المقاولات..

أنا مؤدب يا أبي،

لو لم أكن، لصرتُ “لواءً”، أحملُ غنجَ البلاد فوق صهيل الدبكة،

تعال يا رجل، لن يشاهدك العسَسُ الثوريون،

استرح من الموت قليلا، لدي رسالةٌ لله..

لستَ رسولاً؟

أعلم، لكن كنتَ نبياً،

قارئاً لبعض غيبٍ،

وإلا كيف صدَقْتَ حين قلت: “إن كان هالعسكر عسكرنا، من باب…….انتصرنا..”

ستضحك، ثم تبكي،

ألا تأتي؟

لا بأس يا سيدي، أقدّر ظرفك لكن،

متى سيرسل الله نبياً حازماً

يحمل سيفاً ومنجنيقاً

يفتحُ البلاد ثانية

أعني، ينظّفها من الأصنام،

والأصدقاء التتار

لدينا قُمامةٌ كثيرةٌ يا أبي

هذه رسالتي من عمق الدمار

اوصلها لحاجب النار …

زر الذهاب إلى الأعلى