تقارير

تُحدِث العملات الرقمية نقلة في الاقتصاد العالمي

تُحدِث العملات الرقمية نقلة في الاقتصاد العالمي

غزة – مُزنة يونس

في يناير 2009، تأسست العملة الرقمية الأولى وهي البيتكوين على يد شخص أو مجموعة من الأشخاص مجهولي الهوية يُعرفون بساتوشي ناكاموتو، تم تأسيسها من خلال إصدار بيان تأسيسي بعنوان “بيتكوين: نظام نقدي إلكتروني من نظير لنظير”.

تعد العملات الرقمية ركيزة أساسية يستخدمها الأفراد حول العالم، حيث تتم المعاملات الرقمية باستخدام تقنية سلاسل الكتل، وتُدير معظم العملات الرقمية عبر شبكات البلوك تشين، حيث تتمتع العملات الرقمية بالحماية من خلال تقنيات التعمية اللامركزية ولا تعتمد على الحكومات أو المصارف المركزية في جميع أنحاء العالم.

لتحقيق نجاح ملحوظ في مجال البيتكوين، يتطلب الصبر والاستمرار على مدى عدة سنوات، حسب رؤية المؤسسين الأوائل. في عام 2011، حيث بلغت أرباح الشركة عشرات الآلاف من الدولارات، وحاولت عمليات استنساخ نجاح هذه العملية توسيع استخدام العملات الرقمية وميزاتها.

ومن بين هذه العملات، تبرز عملة إيثيريوم وشبكتها التي أضافت ميزة العقود الذكية، والتي تمكن تطوير التطبيقات اللامركزية. تعتبر إيثيريوم ثاني أكبر عملة رقمية من حيث القيمة السوقية بعد البيتكوين، حيث ان قيمة العملات الرقمية قد وصلت اليوم إلى مستويات تفوق الألف دولار للعديد منها.

وفي نهاية عام 2021، تُقدر القيمة السوقية الإجمالية للعملات الرقمية بحوالي 2.3 تريليون دولار، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من النظام المالي العالمي، حيث يُستخدم العديد من العملات الرقمية اليوم للتحويلات المالية، خاصةً التحويلات الدولية، وذلك لتوفير أجور التحويلات التقليدية المرتفعة التي تفرضها البنوك والمؤسسات المالية، وبالإضافة إلى ذلك، يشتري الكثيرون العملات الرقمية كاستثمار، بهدف بيعها لاحقًا عند ارتفاع قيمتها.

تعتمد معظم العملات الرقمية على تقنية سلاسل الكتل، التي تخزن قاعدة بيانات مشتركة وتقوم بتحويلات العملة بين أعضاء الشبكة، حيث تعتمد فكرة العملات الرقمية على التخلص من الحاجة للوسيط أو الجهة المركزية لتنظيم وتنفيذ التحويلات، حيث تُسجل المعاملات والتحويلات بين الأعضاء داخل الشبكة وتُوزع معلومات التحويلات والأرصدة الجديدة لجميع أعضاء الشبكة.

تحتوي كل عملة على آلية لتصديق وإنشاء الكتل الجديدة، وتُعرف هذه الآلية بآلية الإجماع. تهدف آلية الإجماع إلى منع إرسال الأموال نفسها أكثر من مرة أو الإنفاق المزدوج وحماية شبكة العملة من الاختراق، بالإضافة إلى إنشاء وإصدار العملات الجديدة أو عملية التعدين. تختلف أنواع الآليات ومنها إثبات العمل (Proof of Work) الذي يتطلب إنفاق كمية كبيرة من الطاقة الحاسوبية لإنشاء الكتل، وإثبات الحصة (Proof of Stake) الذي يتطلب تصديق عدد من الأشخاص الذين يمتلكون كمية معينة من العملة لكتلة جديدة قبل قبولها وتوزيعها.

تتنوع العملات الرقمية حسب طريقة عملها، وتشمل العملات القائمة على سلسلة الكتل الخاصة بها مثل بيتكوين وإيثيريوم وسولانا. هناك أيضًا عملات الرموز، المعروفة أيضًا بتوكينز، والتي تعمل على سلاسل كتل مختلفة، مثل عملتي يونيسواب وديسنترالاند التي تعملان على سلسلة كتل إيثيريوم.

تتعرض العملات الرقمية لانتقادات مختلفة، ومن بينها وصفها بأنها تحتوي على قيمة وهمية وتعتبر فقاعة قد تنفجر في أي وقت، مما يتسبب في خسائر كبيرة لأصحابها. كما يشيرون إلى نقص الرقابة والشفافية في العملات الرقمية، حيث يصعب على الحكومات رصد ومراقبة ومصادرة الأموال المتداولة باستخدامها، كما يشير النقاد أيضًا إلى استهلاك الطاقة والنفايات الإلكترونية، خاصةً بالنسبة للعملات التي تستخدم آلية إثبات العمل، حيث يتطلب التعدين والقوة الحاسوبية الكبيرة كمية هائلة من الطاقة تعادل استهلاك دول بأكملها أحيانًا لعملة واحدة.

زر الذهاب إلى الأعلى