مقالات رئيس التحرير

رئيس التحرير يدون: كلام قد لا يعجبُ أصدقائي الحداثيين

تدوينة لرئيس التحرير جواد العقاد عبر الفيس بوك: 

كلام قد لا يعجبُ أصدقائي الحداثيين،

ليس كل كلاسيكي مملاً، ولكن تعمد الكلاسيكية منهجاً يؤدي حتماً إلى الرتابة. إنني أحبُّ بعض النماذج الفنية التي تميل إلى نزعة كلاسيك من الزمن الجميل، هذا سببٌ من أسباب تجعلني أحبُ الاستماع إلى المطربة “أنغام”.

قد أسمع ألف أغنية معاصرة وتطربني، فيما لا يبقى أثرها طويلاً، تدخلُ الروح هواء خفيفاً وتذهب إلى عاشق آخر أو حزين آخر أو…، أما نشوة الاستماع إلى ميادة الحناوي مثلاً، تحفرُ الروح جدولاً لعذوبة صوتها. ويا ويلي لو سمعت السيدة أم كلثوم مرة واحدة، ستخشى تكرار الأغنية ذاتها لأنك لن تشعر بذاتك في علياء التجلي.

أما عن الشِّعر: فأنت إن لم تحصِّن نفسك بالشِّعر القديم، لن تقدم إلا نصوصاً هشة. مع أني أَتَذوقُ الشِّعر الحداثي عموماً. أحبُّ شعرائي المفضلين: (محمود درويش، أنور الخطيب، مريد البرغوثي، وقلة أخرى). لأني أشعر عندهم نفساً كلاسيكياً ما، لعله يكمن في تمكنهم من عنق الشِّعر وعناصره بطريقتهم الحديثة. أقرأ شعرهم بشيء يشبه استماعي لأنغام.

قبل أيام كنتُ أراجع بريد صحيفة اليمامة، كعادتي الصباحية، قرأت ثلاثة نصوص حديثة تدعي أنها قصائد نثر، وقصيدة عمودية كلاسيكية نوعاً ما، لن أقول إني أحببت القصيدة، كانت جيدة فقط. وحين ضُرِب مزاجي الشِّعريّ أَحلتُ الموافقة لزملائي… نشرت القصيدة دون ملاحظات.

ناهيك عن كم الأخطاء -التي تصيب بالصداع- عند مدعيَّ الحداثة. أخيراً: أعتقد أن كتابة قصيدة حداثية واحدة أصعب كثيراً من الشِّعر التقليدي، الذي يسبب الصداع -في الغالب- هو الآخر بصوره المبتذلة ولغته الجافة. يا عزيزي، الشِّعر القديم جسراً للحداثي فلن تفهم أدونيس دون أن تقرأ المعري والمتنبي وأبا نواس، وغيرهم.

زر الذهاب إلى الأعلى