مجتمع

عبد الرزاق قرنح: من لاجئ إلى حائز على نوبل

عبد الرزاق قرنح: من لاجئٍ إلى حائزٍ على نوبل
 

صفاء حميد – خاص اليمامة الجديدة 

في بستان إفريقيا الشرقي أرض تُنبِت الأرز والحبوب، ومؤخراً اكتشف العالم أنّها تنبت المبدعين. في زنجبار، إحدى الجزر الكبيرة ذات الحكم الذاتي والتابعة إدارياً إلى تنزانيا، ولد عبد العزيز قرنح عام 1948، والده مهاجرٌ يمنيّ الأصل ووالدته تنزانية. قرنح الذي يعيش الآن في بريطانيا ويعمل أستاذاً جامعياً للأدب الانجليزيّ، ليس عابراً أو صاعداً مفاجئاً في مجال الأدب، فقد كتب ما يزيد عن عشر روايات، عرفت بعضها طريقها إلى الترشح لجوائز عالمية مثل “الوايتبرد” أو “البوكر”، ومنها عمله الروائي الذي يُعد أشهر أعماله ويُدعى: الجنة التي أتمّها ونشرها عام 1994.
إلى ما قبل أسبوع من الآن، كانت نتائج البحث عن اسم عبد الرزاق قرنح قليلة جداً، وحتى الآن بعد الجائزة لا يزال اسمه غير معروف بشكلٍ كافي للظهور كأول اسم في البحث الجوجليّ. ربما يعود السبب في هذا إلى أنّ عبد الرزاق لا يكتب إلا بالإنجليزية، ولم يقع أيُّ مترجم على روايته بعد لينقلها إلى العربية. لكن رغم هذا فقد عدّوا له أكثر من أحد عشر عملاً أدبياً منشوراً، منها: – الجنة – بعد الموت – الهجران – ذاكرة الرحيل.
عبد الرزاق وصل بريطانيا لاجئاً من تنزانيا في عام 1968، حيث بدأ هناك الدراسة في جامعة “كنت” وأتمَّ دراسته فيها حتى عُيِّن أستاذاً جامعياً، ولمَّا كان قد عانى بنفسه من تبعات الاستعمار واللجوء؛ فقد جاء مضمون رواياته متناولِاً لهاتين القضيتين، وتحديداً وجههما القاسي والمريع، حيث وصفت اللجنة المحكمة للجائزة سرده بالخالي من المساومة أو التعاطف مع آثار الاستعمار ومصائر اللاجئين، ولا تخلو – كما يؤكد النقَّاد- من وصف لنمط الحياة الشرق إفريقية، والتطرُّق لأحوال الناس وطرق معيشتهم التي عايشها عبد الرزاق أكثر من عشرين سنة قبل أن يترك تنزانيا مهاجراً.
عبد الرزاق الذي تجاوز الثالثة والسبعين منذ بضعة شهور منح إفريقيا جائزة نوبل إضافية في الأدب، حيث أخطأ كثيرون باعتبارها الأولى لإفريقيا، والصحيح أن النيجيري “وولي سونكا” هو أول الحاصلين على هذه الجائزة عام 1986، تبعه نجيب محفوظ عام 1988، هذا طبعاً في حال تجاوزنا “كون ألبير كامو” مُحتَسَباً على جنوب إفريقيا حين فاز بالجائزة عام 1955. يبقى السؤال قائماً: هل استحق عبد الرزاق هذه الجائزة؟ وهذا ما لن نعرف إجابته إلا حين يسعفنا أحد المترجمين بترجمة إحدى رواياته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى