مجتمع

عن الحرب ومنها: عماد الحطاب

عن الحرب ومنها: عماد الحطاب

د. عماد حمدي الحطاب/ غزة

إما فلسطيني وإما النار جيلاً بعد جيل، هكذا تسجل الأجيال على حجارة وجدران التاريخ المزيف، وإن ضحايا الحرب ليست كابوساً نشاهده في الأحلام، وان أجساد شيوخنا ونسائنا وشبابنا وأجساد أطفالنا الغضة لم تكن عبارة عن تماثيل حجرية أو بلاستيكية. ولم تكن وهمية. وأن البيوت والأبراج المهدومة على رؤوس ساكنيها ليست من كرتون ورقية بل هي حجارة وحديد تحمل بين ثناياها الظلم وبشاعة الجريمة التي صاغ وقائع أحداثها أعداء الإنسانية الذين زرعوا الموت المؤكد في غزة هذا الموت الذي ألهب نارنا، وجعل هذه البقعة الصغيرة من فلسطين في حالة اشتباك دائم مع عدو احتلالي غاصب، ومن المنطق في هذه الحالة هو ” كن ” أو لا تكون، رغم المعادلة القاسية الصعبة في مشروع صهيوني قاتل يستهدف الفلسطيني إنساناً وأرضاً وحياة!

لم تكن هذه الحرب هي الأولي بل هي الحرب الخامسة التي عاصرها وشهدها جيل 2000، وفي كل حرب غزة تقاتل لوحدها تتكئ على قلبها والمها وبسالتها تقاوم وتعيد بنفسها قوتها للمواجهة تتصدى وتنهض من جديد رغم الموت والدمار متجاوزة كل المؤتمرات الكاذبة والتفاوضات الفارغة التي لم تقوى على وقف نزيف الدم.

وتبقى غزة صامدة صلبة، هكذا هي المطلوب منا أن نكثف الجهود من أجل أن يحيى شعبنا حياة كريمة تليق بمدى تضحياته واستبساله.

وفي النهاية أقول غزة لن تنكسر ولن تهزم بل ستواصل الرد والتصدي لكل المؤامرات، وستواصل الوفاء لعظماء الشهداء ولوصية غسان كنفاني العالية والمنطقية حتى النهاية:

ـ ” لا تمت إلا وأنت نداً ”

إياكم والموت المجاني

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى