نصوص

في البدء كانت الكلمة: رهف

في البدء كانت الكلمة

رهف غجري/ شاعرة سورية

أنزفك أفكاراً تقتلني،
قيوداً تكبلني، وأعود لأبكيك حبراً، تعتصرني آلامي وكأني بت مصلوباً،
باسمك أبتدئ شريعتي وشرعيتي، يامذهبي وذهبي، ياديني ودنيتي، يا أمني وأمنيتي، ياحلمي وألمي وأصدقُ ما ابتدأت به .
يعتصر الفراق قلبي ليحتضر ويقفْ شهيدَ شريعة كان الداعي الوحيد لها، يامالكتي مَن مِن بعدي سيعتنقك
مذهباً يقاتل لأجله،
أتقيأ نسيانك الحادّ كالزجاج، ينهش داخلي ولا أقبل إلا بكيهِ بنبيذ يطهر جوفي.
أعلم إنك بحبي عظيمة وستدثرين هذا الشيطان تحت قدميك وتبعثين بي الحياة متى ما أردتِ.
مخمور أنا حتى أظافري لم أعد أميز أتنزف غيابك أم تلك قطرات نبيذ، إنني ضمن دائرة وحولي طواف من ملائكتك يدعوني أن أعود لرسالتي لأتعلم إنني بتُ مخلوعاً من شريعتك ولعل الملائكة زارتني خفية عنك، لعلها خالفتك مثل الشيطان وجاءت تحرضني لأعود لشريعتك رغماً عن ذلك الأثر الذي طردني منها .
ناديتك لتزمليني فإنني أرتجف في حضور ملائكتك لكنك لم تجبي الدعوة فسقطت مغشياً عليّ،
ألعن الفراق وألعنني، أعلم أنك تختبريت إيماني بك وقدرتي على تحمل الغياب الذي ينهشني كغزالٍ مشلولٍ يشهد موته البطيىء دون أي قدرة أو غاية منه في النهوض والهروب من أجله المؤجل.
لن أموتَ إلا بعد أن أؤدي رسالتي وأقول لك أشهدي إنني أحبك ككلمة تقال في البدء و إلى الأبد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى