نصوص

في رأسي ضجيج مدينة.. شعر راميا الصوص

 

 

 

 

في رأسي ضجيج مدينة

بقلم: راميا يوسف الصوص/ شاعرة من فلسطين 

في رأسي ضجيج مدينة

بكاءُ طفلٍ أُعلنَ انضمامه للدنيا

تذمُّر سائقِ تاكسي من الحرِّ وشحِّ المدخول

قلق أمٍّ على ابنها الذي انطوى على نفسِه

وصار يتغيَّبُ عن مائدة الطعام

وعلى ابنتها التي تتآكل ابتسامتها شيئًا فشيئا

عجز أبٍ عن خلق أملٍ جديد

وزرعه في حديقة بيته

تنهُّد شاعرٍ ضاقتْ على ضيقِه اللغة

وهاجر دونَه المجاز

حسرةُ ساعي بريدٍ

ماتَ قبلَ أن يوصلَ لأحدٍ رسالتَه

تخبُّط مغتربٍ يقلِّم أظفارَ المسافة

يومًا بعد يومٍ

ليطبعَ قبلةً على جبينِ أمِّه

ويعيد أغنيةً للبلادِ

ندم مؤرِّخٍ سكبَ في لحظةِ نشوةٍ عابرة

حبرَه كلَّه

ليخبرنا أنَّ الحقيقةَ دومًا

ناقصةَ

وأنَّ الشمسَ منذُ بدءِ الخليقةِ

قد سرقتها الغيلان.

في رأسي ضجيج مدينة…!

بل على صدري مدينةُ بأسرِها.

زر الذهاب إلى الأعلى