نصوص

كم أنت أنا.. خوناف أيوب

كم أنت أنا!

بقلم: خوناف أيوب/ شاعرة سورية 

أَتذكرُ حين قلتُ لك يوماً

أنا لا أحبك وحدك …

أنا أحب بيتك ودرب الياسمين لحيك

والرصيف الذي يحمل العصافير أمام شرفتك ..

أنا أحب الطريق الذي تسيره صباحاً

أنا أحب منك الحزن وأنت حديقة فرحي ..

أنا لا أحبك وحدك .. أنا أحب حتى كلمة ) لا )

حين تقول للهفتي : ” لا .. لستُ قادم ”

وها أنذا الأن

أضعُ يدي على قلبي

أرددُ حبك

كـ ثائر يردد اسم وطنه في حضرة الإعدام الأخير

أغادرُ حولي

وكلما اشتدّ بي الشوق وضعتُ مسمعي على الهواء

علّ ذاكرته يحمل شيئاً منك .

علّ ” أحبكِ ” ترتدي صوتك

فأحملَ وجهك بيتاً لكل هذا المنفى .

النسيم الحاد

سكاكين الجنوب

أنت

أنت الذي قتلتني

حين كنت أفرد لك ذراعي

أيام وأنا دون حراك

يقتلع قلبي النبض

كطفل يضرب جدار صدري خوفاً من الموت ،

أصرخُ وتصرخ صداي بوجهي المغتالة

ابتساماتي الغارقة بملوحة البكاء

ياهٍ كم مُرَّةٌ دموعي المالحة !

المدينة المليئة بالشوارع

لا تملك شارعاً يذهب لبابك

المدينة القليلة النوافذ

ماذا ستفعل بالنوافذ التي لن تطل عليك يوماً

وماذا ستفعل بالنوافذ التي تطل عليك دوماً

وأنت برفقة ظلك

ظلك سيحكي لك يوماً كم أنت أنا!

وتنتهي المدينة في خصر نفسها

هولير التي تدور حول قلعتها

كـ عاشقة تراقص قدوم عاشقها

ألتفُّ نحوي

أَبحث عني بعد أن أضعتني ،

أَقطعُ التوقيت لوحدي

أُلوّح للمكان لوحدي

أدفع فاتورة الفراق لوحدي

ولوحدي أتعلّم بأنّك لم تكن يوماً،

وأتساءل كيف حدث ما حدث ؟

النجار الذي يصنع صليباً

يعلم ابنه صناعة المآذن

هكذا هم التجار

فقط أنا لم أبع قلبي بمزادات العشاق،

ربما لهذا استحق كل هذا الفراق

النسيم الحاد

سكاكين الجنوب

أنت

أبقى من بعيد أسرق إليك النظر

أقول ” أحبّكَ ” وأغلق فمي بيدي

كيف لي أن أحب من كان يتمدد في صندوق بريد أخرى

وهو جالس معي. . !

كثيراً ماكنت أرسم تلك الاخرى

أطويلة هي ؟ أجميلة ؟

أصوتها أحنّ عليك من صوتي ؟

أم أنها تشبهك أكثر مني

تشبه يدك المعتادة على القتل .

فلا تقل شيئاً كما لم تكن تقل شيئاً ،

وتغني الأضواء تحت الشتاء ليلاً ،

بعد الوداع تتحول الأغنيات لثيران

تقنص الأحمر الممتد من دمي نحوك

من قال لك أن الحب استراحةٌ تتركها حين تضجر ؟

ومن قال لك إن الآخر أغطية

نعلقهم بالمسامير بصدر الريح ونرحل ؟

وأزال

وأزال أذرفُ الحزن علي

حزن يعقوب

وقميص المحبوب موج أدار لي ظهره

أملئ يدي بالرصاص

كل يوم أطلق علي واحدة

شهور ولم أصل لي لأقتلك فيّ واستريح

شهور ولم انته منك ،

أنا وهذا الحقل من صوتك

صوتك آيتي المقدسة التي ترتفع الآن في محرابٍ آخر

عاقرة أنا عن الحياة دونك

وأناديك في بوحي وفي وجعي

إيماني الذي ارتد عني

وأقامت الحياة الحد عليّ

وأعود منك مهزومة .

أضعت فيك كليّ

ومضيتُ عني إليك

ألملم ما تبقى مني

الجدران تفترق فقط عند الباب

ليكون الباب معبراً للعشاق

ونحن افترقنا حين وصلنا الباب

الباب امتحان العشاق

وسقطنا

تمسكت أنت بماضيك

وكنت اتمسك بك

وكم خانتني يداك

أؤمن بأننا سنعيش مرة ثانية

أؤمن بأنك ستقتحم سنيني مرة ثانية

أؤمن بأنني سأحبك مرة ثانية

وأؤمن بأنك ستتركني للغرباء

مرة ثانية وثالثة ورابعة وعاشرة ،

بعد أن نسيتني

ونسيت من كنت تسألهم عني كلما تأخر المطر

وتسرح الموسيقى تبحث عن سلمها

لتتردد اسمك نشيداً لهذا الوطن المصاب بك

حروفك التي أتصبب بها قلقاً

حروف اسمك مناراتي النائمة على سطر الكتابة

اشتاق لنطقها ..

ليتني أكرهك .. يا حبيبي

وليتني أحب سواك

وليت اسمه يكون مثل اسمك

حتى أناديك كلما قلت اسمه

النسيم الحاد

سكاكين الجنوب

وشوشات امرأة مطعونةٍ بالخيانة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى