نصوص

من رحمنا نلدُ القصيدة: منار أبو إسماعيل

من رحمنا نلدُ القصيدة

منار سامي أبو إسماعيل/ شاعرة سورية

تتوحّشُ الكلمات ملء مخاضها جذراً وإيلاماً تشرّدَ، وانسياباً في العدم
فكأنها تدنو بعيدة
تكتظ مثل عروقنا يبساً لتنفث في جحيم اللوم غربتنا وتصبح من تقوقعنا ظلام الشك أنثانا العنيدة
وتصيح بي
أنّى لرحم مظلم
أغواره مسلوبة
آفاقه معدومة
أن يعتلي صدر الوجود
تترنح الكلمات بوحاً في الفراغ
بلا حدود
عبثاً تعود
ووحيدةً هي ذي القصيدة
مرهونة هي ذي القصيدة
مقدورها ؟؟؟؟ ألّا تكون وان يكون رفاتها
يمتد في الأزمان أيدٍ، أعيناً، أشلاءَ أجفانٍ، ورعداً خافقاً
سماواتٍ وأرضاً وأرواحاً عديدة

عارٍ من الإيحاء يشهق بالضياع الحبل مقطوعا على وجع النفيسة
ألقت به سرا ليجهش جانباً زفراتها، صرخاتها، كسراتها
تتجمد الحركات يتلوها سكون النون في ثغرٍ ينوء عن الخطيئة طالما امسى خطيئتها الوحيدة
ينساق بوحاً إذ يريد الانعتاق على نهايات المجاز
يغدو سراجاً من سلام
يعلو الغمام، يطفو ليلمس وهجها
ويقبّل الأنواء في رحم نؤوم
طفلاً رؤوم
يسمو رذاذاً من عدم
يفنى ألم
هل تدرك المشكاة يوم تعلق في فمي المشكاة ، تنطفىء الحقيقة ربما
او تشطر الكلمات حنجرتي انصاف اقوالٍ
فقصيدةٍ تلو القصيدة

مثلُ الرصاصةِ دافئة
ان كانت الكلمات تخترق السكينة، انها تفنى على جبهات حقلٍ من ذرة، قمحٍ، كرومٍ، تصعدُ الارواح حيناً او تعود لتستقيم بظهرها المحنّي تهترىءُ الحروفُ، كيفما اتكأت على جنباتها تبقى مفككةً ممزقةً غريبة
لا يولدُ الموزون من ذي النثرِ؛ عجزاً ربّما تاه الكلامُ، الحرف اجهده المخاض
القلبُ مكسورٌ وصدرك ناحلٌ، تشكو المرارةَ علقماً يا ايها الجسد المشظّى، هُمّشتْ حركاتهُ سكناتهُ،
القى الوليدة جانباً ليصيح بالجمع الغفير لا حرفَ يُخلق من عدم..أنّى ألم فوليدتي هي ذي القصيدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى