نصوص

هل من معبر آخر؟.. محمد زينو شومان

هل من معبر آخر؟

بقلم: محمد زينو شومان

ثمّة ما يوحشني

تصارعُ الأفكار في رأسي بلا مراقبٍ

ولا حَكَمْ

دخانُ نارجيلتي الذي يقضّ مضجعَ المقهى

صراخُ البحر في ذاكرتي

صوتُ الغياب من وراء النافذهْ

وهو يناديني نداءَ المتسوّل الغريبْ

وجهي الذي يمرّ بي كسائحٍ مجهولْ

صمتي الذي يقرضه العثّ كقطعةٍ من القماشْ

مهلاََ.. أما من راحةٍ موقّتهْ؟

هل أرجئ الموتَ قليلاََ

ريثما أُنهي علاقتي بهذي الأرضِ؟

أو أشرح لي بعضَ الأسى والشكّ

أو أستطلع الطقسَ الذي يلائمُ المناسبهْ؟

أشياء لا أعرفها تنبت في ذهني بلا حرصٍ

ولا اعتناءْ

ما شأن هذا الوجد يحتلّ صدارةَ الزمنْ؟

ما شأن أضلاعي تضيّق الخناقَ دائماََ

على حديث القلبِ؟

هل أفلت من حبائل الحيرةِ؟

من كمين قطّاعِ الطرقْ؟

أقول لي : إيّاك أن تدخلَ غرفةَ القلقْ

وتكشف المحظورَ من جِبِلّتي

ثمة من يخلع أقفالَ سليقتي ولا يأبه لي

يتركني في حالةٍ قصوى من الفوضى

كمثلِ ساحةٍ للحرب.. أو زجاجةٍ مهشّمهْ!

أكاد أستنجد أحياناََ بمعطفي

أقول راجياََ : قِني تعاركَ الأضداد داخلي

أليس بعد العسر من فرجْ؟

لا تبتئسْ

من عادة الأيام أن تنكثَ عهدها

وأن تديرَ ظهرها لمستجيرٍ يؤثر السلامهْ

طوبى لمن يمسك نفسه عن الجشعْ

لربما تصحو وفي نفسك توقٌ ما

إلى قطع وريدِ اليأسِ

توقٌ ما إلى كسر قيود الحافظهْ

أما سألتني لماذا أجهل الدربَ إليكْ؟

فما الذي يُضِلّني؟

الباب موصدٌ ولا مفتاحَ عندي لولوجِ النصّ

هل من معبرٍ آخرَ؟

ما أطووووووولَ هذا التّيه!….

هل تعرفني؟

لبنان _ زفتا في 2022/11/5

 

زر الذهاب إلى الأعلى