نصوص

يسألني ذاك الغريب: فوز فرانسيس

يسألني ذاك الغريب

بقلم: فوز فرانسيس 

يسألني ذاك الغريب

ماذا بعد في جعبتك بعد طول هذه السنين ..

أما آن بعد أوان النسيان!؟

تسع عشرة سنة مضت على الغياب

أليس حريّا أن توصدي باب الألم هذا وتشرّعي نافذة الفرح والأمل؟..

كيف؟ وقد وُئدَت أحلام الشباب اليانع الغضّ..

كيف وقد شاطروك عمرا.. طفولة وشبابا!

ويتساءل صغيرٌ ما عرف بالذي كان..

لماذا؟ وكيف؟

وأسئلة أخرى كثيرة لا تجد لها جوابا سوى..

ربّما هو القدر أو الحظ البائس أو هو المكتوب لنا هنا على هذه البقعة من الكون..

كيف لهذا الصغير أن يعرف معنى أن أحلاما ورديّة كانت قد أينعت وفي ثوانٍ قُصفَت وتلاشت

كيف يدرك هذا عمق جرح أصاب الوريد فأدمى الفؤاد

كيف يستوعب حجمَ هذا الوجع الدفين النازف منذ سنين..

وأنه عند اكتمالِ كلّ دورةٍ من الزّمان..

يتأجّج الحنين وينزف مجدّدا هذا الجرح الأليم الذي يأبى أن يستكين..

كيف تفسّر له مشاعرك حين تعاودك الذكرى وشريطها فتذكر أن شرخًا ما أصابها وشطرها شطرين.. وتسأل ذاتك..

ماذا لو أنهم اليوم هنا؟

أخالَط المشيب رؤوسهم؟

هل غزت التجاعيد وجناتهم؟

كيف باتت ملامحهم الآن؟

أم الأجدر ألا تعقّد الأمور وتُبقي على صورة الأمس حيث كانت البسمة مشرقة والحلم يعدُ بغدٍ جميل..

 

كلٌّ يدرك ويفقه.. كلٌّ يعلم أنك

لستَ مسؤولا عمّا يجول ويخطر في البال من وقائع وذكريات..

هي تعلو وحدها على سطح فكرك في تاريخها المحدّد دون استئذان

تعود الأحداث الدقيقة وصور الماضي شريطا في مدار المخيّلَة والذاكرة وتأبى الرحيل..

وأنت كأنك هناك بكُلّكَ بعيدا عن مسار حياتك الاعتيادي والروتين..

تدمع.. تتألم..تتحسّر وتقضّ الذكرى فكرك.. تشلّ يومك..

فكيف لنا أن ننسى..

سنذكركم.. هو عهد ووعد

ونجدّد ذكرى لقاء معكم فتَحيَوْنَ بعض الوقت…

ويبقى كلّ هذا ربما ضربٌ من الوفاء..

 

‎4.10.2003 كيف ننسى

فليكن ذكركم مؤبدا.. حنا وشربل ومن ارتحل معكم

زر الذهاب إلى الأعلى