مواضيع

أيقنت أنني لم أكن أعلم ما الذي يعنيه الارتكاس

أيقنت أنني لم أكن أعلم ما الذي يعنيه الارتكاس!

بقلم: ماري نادر ميا

في كل مرة يأتي بشكل جديد، وفي كل مرة يقدم وهماً جديداً، الارتكاس يعني أنك على وشك الشفاء، لكن فجأه تدهور الوضع، من قال أن الارتكاس يمارس فقط على الجسد، ارتكاس القلب يضني ويدمي بصمت، فيزياء الجسد تقاوم في الارتكاس، أما وتين القلب يتمزق في كل ارتكاس، الارتكاس أقرب لسراب الصحراء، فتركض معتقداً أنك وجدت الماء، لكن سراب!!! ربما ما تخيلته ماء كان صخرةً أو صبار الصحراء بشوكه القاتل، وربما كان أي شيء، ومهما كان سؤلمك الارتطام به، هو صحوتك من السراب، والصحوة تحتاج اصطدام يفضي إلى تحطم فشتات، تتوقف لوهلةٍ لاتدري ما الذي يحدث!! متعجب متسائل من هذا؟؟ ولما هذا؟؟ وكيف هذا؟؟ من غير إجابة!! فلا أحد ليجيب ولا صمت يرثى له، ربما انتهت هنا الحكايا!! لكن فيما بعد تدرك إنها البداية…

عن أي بداية تتحدث؟؟ أتحدث عن بداية الخواء، وضياع الفؤاد، وفقدان الامتلاء، قد تكون الارتكاسه رقم مئة لكن لا تملك مهارة التعامل، ولا قوة الإدارة والإرادة، فتدرك أن لكل ارتكاسه خصوصيتها، ولكل ارتكاسه ضياعها ووجعها واحباطها.

الارتكاس ضياع الخارطة، فقدان الأمس وخسارة الغد، الارتكاس جوعٌ بعد اكتفاء، الارتكاس هو هاتفٌ لا يملك رصيد، وضوءٌ قطّعت أسلاكه، هو نبعٌ لا ماء فيه، هو نايٌ لا ثقوب فيه، هو أنت وروحك ليست فيك…

هو الفقد، لكن ليس فقد الأجساد فهي هنا على الدوام، إنما فقد مشاعر الاطمئنان، هو فقد امتلاء القلب، هو فقد الأنا في جوقة الضياع، هو كسب الخواء واللانتماء، هو يتم يدمي بصمت، إنه الارتكاس.

زر الذهاب إلى الأعلى