نصوص

كرستينا إلى حبيبها ذي العينين الخضراويين الفاتنتين

نورا إسماعيل

كرستينا الى حبيبها ذي العينين الخضراويين الفاتنتين..
أما بعد..
حبيبي، أعلم أن تجاهلك هذا عن قصد، وأنك منذ اللحظة الأولى كشفت حبي لك.. لكنّك لم تكشف مدى وعمق هذا الحب الذي يتجاوز قلبي، حتى أصبحت أشعر بالحاجة لقلوب أخرى تحمل عني شطراً من كم هذا الحب.. مع أني أرفض أن يشاركني فيك أحدٌ غيري..
أخبرني يا عزيزي.. هل تستطيع أن تحصي عدد نجمات السماء الساطعات الظاهرات أمام الغيم والمتواريات خلفه كل ليلة؟! أو هل تستطيع أن تجمع حبات الرمال من كل الصحاري والشواطئ وترهق العمر في احصاءها؟!
كذلك، أشعر أن حبي تجاهك يعادل كل ذلك.. يعادل المدارك والمدارات.. يعادل الأفق البعيد ويلامس النجوم، أشعر بك في جوفي تتجاوز قلبي تتدفق مع دمي في كل نبضة يصدرها قلبي، تذهب وتعود، تتنقل في جوفي بكل حرية وانسياب، أشعر بعمق النبض أنك قد تملكت جزءً أو كلاً مني..
هل أخبرك كيف تبدو عيناك حين تبتسم؟ او أخبرك كم خطٍ يرتسم في وجهك وجبهتك العريضة حين تبتسم.. هل لاحظ أحد غيري كم شعرة بيضاء خرجت من رأسك حتى يكون شعرك بهذه الحلة من البهاء والرونق.. هل أخبرك أحدهم أن الأبيض يليق عليك جداً وأن الألوان كلها تختلف إذا ما ارتديت لوناً عادياً يصير عليك براقاً وفيه روح وكأنه يغني.. هل تعلم أني أغار من الثياب عليك.. إذ تداعبك وتلمسك وأنا لا يحق لي الاقتراب.. هل كل من يسمع صوتك يشعر به أغنية من طربٍ أصيل تجعله يهيم بها ويعود لسماعها.. هل سمعت من قبل أن عيناك الخضراوين أجمل من غابات الأمازون التي لم أزرها يوماً.. كنتَ ذات مرةٍ متعب ولا تقوى على الكلام، شعرت بك كأن قلبك مثقل، ماذا ستفعل لو أخبرتك أن الثقل كله انتقل الى قلبي وشعرت بالضيق وعدم الارتياح يومها.. وقضيت الليل كله أدعو الله بأن يريحك ويكتب لك التوفيق في صباحك التالي..
هل هذا هو الحب! أم أن قلبي يختلق الشعور ويبالغ!! أياً كان هذا الذي يجعل قلبي يتسارع في نبضه ويصاعد الهواء من صدري بقوة وبصعوبة.. أياً كان.. وعلى أي حال.. لا أريده أن ينتهي.!
لطالما كانت أمنيتي أن تبصر كيف تبصرك عيناي… وأنّ يوسّع الله قلبي حتى تراني مثلما أراك!!!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى