ملفات اليمامة

ثلاثي الإبداع في الشعر والغناء

ثلاثي الإبداع في الشعر والغناء

خاص صحيفة اليمامة الجديدة

غزة المدينة المحاصرة تفتح ذراعيها إلى سماء الله وقلبها للبحر، فيها مبدعون يتسلقون بأرواحهم إلى فضاء الحرية، يبدعون في رسم صورة غزة من الداخل، حيث المعاناة في كل قلب، ودماء الشهداء لا تزال ساخنة في مآقي الأمهات، غزة تكتب بدماء أبنائها الصمود، ويكتبها مبدعوها شعرًا وغناءً بلون الحزن الدفين في قلبها وعمق ملامح التاريخ على وجهها، غزة المدينة التي تفيض بالإبداع خرّجت ثلاثي مبدع في الشعر والغناء، وهم الأخوة” حيدر وحمزة وريماس” عبد القادر الغزالي.

اكتشاف المواهب وصقلها

بدأ حيدر”17عامًا” الكتابة من عمر صغير، في عامه السادس، وتلفظ بأولى كلماته البسيطة في جلسة سمر ليلية، قال فيها: “احنا سهرانين مع النجوم والقمر والشمس نايمة في البحر.” وهذا أثار دهشة العائلة مقارنة بعمر حيدر.

وحمزة”١٥عامًا” قال في حديث لمراسل” اليمامة الجديدة”: إن العائلة اعتنت بموهبته حين كان يدندن بعض الأغاني، فأرسلته إلى” مركز عبد المحسن القطان” وهناك تلقى تدريبات بخصوص موهبته.”

وانتبهت والدة ريماس”١٢” إلى ابنتها وهي تُنشد بعض الأناشيد الخاصة بالأطفال، بدأت تعتني بها بالاستماع الدائم إليها، وهي الآن تتلقى التدريب على يد متخصصين في فن الغناء.

دور الأهل والمجتمع في تعزيز الموهبة

للأهل الدور الأساس في تطوير مواهب أبنائهم، بحيث حفزوهم للالتحاق بمركز القطان الثقافي- غزة، الذي مثل لهم بيئة أدبية فنية إبداعية متكاملة، قال حيدر: “من لا يخرج من القطان متقناً لموهبته فهو لا يملك الموهبة الفطرية الخالصة، قضيت معهم أهم مراحل التطور لمدة عشر سنوات متواصلة”.

أما حمزة فأكد على دور الأهل في صقل الموهبة، الذين كانوا يستمعون إليه دائمًا مما يعطيه ثقة ويرفع من معنوياته، وأشار خلال حديثه مع” اليمامة الجديدة” إلى الأعمال المشتركة مع أخيه حيدر بمساعدة والديه، قائلًا:” نقوم بأعمال مشتركة مثل كتابة شعر مع ماما و أخي حيدر ونلحنها و نصورها ونقوم بنشرها على السوشيال ميديا.
وحين سألناه عن دور المدرسة قال:” المدرسة كان لها دور كبير من خلال الإذاعة المدرسية ومشاركتي في مسابقات على مستوى الوزارة”.

وعبّرت الطفلة ريماس، وملامح السعادة على وجهها، عن التعاون الأسري الجميل والتكامل الإبداعي، فإن حيدر يكتب الأناشيد والأغاني وحمزة يؤديها والأم تلحنها أما الأب فيعمل على التصوير والنشر على قناتهم الخاصة في منصة اليوتيوب.

الطموح والآمال

يطمح حيدر إلى التأثير في المشهد الثقافي الفلسطيني ووضع بصمة حقيقية و ملموسة، والوصول إلى استحقاق لقب” شاعر” من قِبل الجمهور. أما حمزة فيأمل في أن يصبح طبيب غدد صماء حتى يُعالج مصابي السكري؛ لأنه مصاب بالسكري، وإلى جانب ذلك أيضاً يطمح أن يصبح منشدًا معروفًا ومحبوبًا. وترنو ريماس إلى أن تُوصل صوتها للعالم من خلال الأناشيد و الأغاني الوطنية الهادفة.

ما تعني الموهبة للأخوين الغزالي

يرى حيدر أن الشعر نافذة صغيرة تطل على جبل الحياة، ويقول:” لا أدري لو لم أكن كاتباً للشعر كيف سيكون حيْدر، كيف ستكون نظرته للحياة، الشعر جعلني متمرداً عاشقاً، الشعر بالنسبة لي كالخبز في زمن الضياع، الشعر لغتي و معركتي الأبدية، و في تعريفي الخاص فالشعر مرآة روح بحتة في قالبٍ إبداعي، تُثريه لغةً جيدة، ولا يكتمل المشهد إلا بها، لذا كان الحشوُ نشازاً عن روحنا.

أما حمزة فتحدث عن الرسالة التي يريد توصيلها من خلال الأغنية ويرى أنها تكون حسب الموقف فمثلاً: في الحروب نجد دورًا مهمًا للأغاني الوطنية التي تُجسد الواقع المعاش، وتُوصل الرسالة إلى الخارج حتى يرى العالم ما يحدث من مآسي، وبالتالي تؤدي الأغنية رسالة هادفة.

وفي منشور للشاعر الفلسطيني أنور الخطيب في موقعه الالكتروني الخاص، وصلَ اليمامة الجديدة نسخة عنه، كتب:” حيدر الغزالي، 17 عاما، شاعرٌ يمشط القصيدة بصباه، يراود المعنى عن نفسه بمعنى أكثر غواية، يكتب من مدينة محاصرة ويسعى لفك الحصار بورد بوحه، وتوهّج روحه، كلما قرأت له أشعر باتساع المدى وبهيبة الشعر ودوره في خصوبة التراب ونموّ الأمل. شاعر يعد بالكثير، له المدى، ولنا انتظار تدفقه في جذوع أشجار اللوز”.

https://youtu.be/hpAhQcbI_vU

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى