ثقافة

أصناف الكتاب في مناجاة الأرواح لجبران خليل جبران 

أصناف الكتاب في مناجاة الأرواح لجبران خليل جبران

عبد القادر رالة-خاص اليمامة الجديدة

يعتبر جبران خليل جبران في كتابه “مناجاة الأرواح” أن هناك أصنافًا مختلفة من الكتاب. فقد ورد في نصه حكم وأراء حيث قال: “من نقب وبحث فهو رُبع كاتب، ومن رأى ووصف فهو نصف كاتب، ومن شعر وأبلغ الناس شعوره فهو الكاتب كله”. وقد فرض جبران هذا التقسيم على أساس رؤيته الرومانسية للكتابة، حيث كان جبران منتسبًا إلى المدرسة الرومانسية وكان يحتفي بالجمال والطبيعة والوديان والجبال والطيور في وطنه الجميل لبنان.

في هذا السياق، يعتبر جبران أن المؤلفين والباحثين والمفكرين والمؤرخين والفلاسفة ينتمون إلى فئة الربع كتّاب، حيث يقومون بالنقب والبحث في المراجع والقراءة والتحقق والاستنتاج. وهؤلاء يُعتبرون نصف كتّاب؛ فهم يراجعون ويوصفون ويكتبون عن تجاربهم ورؤاهم.

أما الكتّاب الحقيقيون في رؤية جبران، فهم الذين يشعرون بالناس ويتحسسون للإنسانية، ويشعرون بالإنسان والزمن والحياة والموت، ويشعرون بذواتهم وانفعالاتها، وكذلك بذوات الآخرين المعذبة أو المبتهجة. ولا يكون الكاتّب الحقيقي إلا إذا نجح في نقل تلك المشاعر والأفكار وأوصلها إلى قرّاءه.

بالاعتماد على تصنيف جبران، يمكن القول أن هناك ثلاثة أصناف للكتاب: الربع كتّاب الذين يقومون بالنقب والبحث، ونصف كتّاب الذين يقومون بالرؤية والوصف، والكتّاب الحقيق.

لقد قدّم جبران خليل جبران تصنيفًا رومانسيًا للكتّاب، حيث يعتبر الكاتّب الحقيقي هو من يشعر بالإنسانية ويوصل تلك المشاعر والأفكار إلى قرّاءه. وباستخدام هذا التصنيف، يمكن للكتّاب والقرّاء على حد سواء فهم أهمية العمل الذي يقومون به، سواء كانوا من الربع كتّاب، أو نصف الكتّاب، أو الكتّاب الحقيقيين. فالجميع يساهمون في إغناء الأدب والثقافة، وبناء جسور التواصل والفهم بين الناس.

زر الذهاب إلى الأعلى