ثقافة

قراءة موجزة في رواية مملكة الله في السماء للروائية وفاء العزة

قراءة موجزة في رواية مملكة الله في السماء للروائية وفاء العزة

بقلم: عباس مجاهد/ كاتب وباحث فلسطيني

قدمت الرواية أحداثا ومعلومات كلية وجزئية من خلال شخوص الرواية، أحداثا تخص قضايا فلسطينية وصراع الفلسطيني مع المحتل، وأقول: إن الروائية اصطفائية لأنها تختار الأحداث التي تناسبها، ومن زاوية خاصة تريد أن تسقطها على واقعها الذي مرت فيه أو عايشته وشاهدته.

وعلى القارئ أن يكون حذرا في قراءة الرواية فعليه أن يقدم تحليلا منطقيا من خلال الولوج إلى عقل الكاتبة، وإلا يقع في الفهم المحظور في بعض حلقات الرواية، وخصوصا فيما يتعلق بالعلاقات العاطفية.

كثر الحوار في الرواية؛ وقد أنتج صراعات وعقد طورت من الأحداث ودفعتها للأمام، والقارئ الحذق يقترب من الكشف عن الدلالات والمرايا من خلال كلام الشخوص والسياق التتابعي. وكثر في الرواية الأحداث الرئيسة والفرعية، وتتداخل هذه الأحداث جاءت لتوضيح الشخوص والفكرة، للتأثير في نفس المتلقي.

وإن غاب ترابط الأحداث حينا في سلسلة من المواقف المنفصلة إلا أن البيئة المكانية والشخصية المتكررة تجعلها تعود من جديد للتفاعل والإثارة، ووصلت الرواية في أحداثها لكثير من التكثيف والانفعال، وكثيرا ما سجل صراعات مختلفة في الرواية؛ صراع فكري وصراع عاطفي وصراع وطني وصراع ديني، إلا أن القارئ الجيد يبقى مدركا لحالة الإدراك الذي تتمتع به الكاتبة ويبقى مستمرا على طول الرواية.

وتناولت الرواية الشخصيات من الداخل أكثر من تناولها من الخارج؛ فكثيرا ما تخلت الكاتبة عن القشرة الخارجية، ولم تجعل الرواية أبطال القصة مثاليين في سلوكهم وقدرتهم على تخطي الصعاب، وكأنها رفضت فكرة البطل في أساسها، ليحل محله صور لشخصية فلسطينية أو غير فلسطينية لتكشف لنا عن أكبر قدر من تكوينها وخصائصها.

زر الذهاب إلى الأعلى