حديث مع صاحب النص: محمد زينو شومان

حديث مع صاحب النص
بقلم: محمد زينو شومان/ شاعر لبناني
من كنتُ أحسبه وراء النص ليس أنا
ألم تسمع بموتي؟!
لا أظنّ بأنّني ساهٍ
أؤكّد أنّني شاهدتني أمشي إلى الجبّانِ
دون توقّفٍ ميْتاََ
وأنّي قد دخلتُ القبر مفتوقَ الكفنْ
لقد اكتشفتُ خديعتي الكبرى بنفسي
حين أيقظني سقوطُ الحائطِ الوهميّ من قلقي
تركتُ الليل أعرج دون عكّازٍ
يسير بلا أحدْ
لأُطلّ من شباك أيامي على أثر المكيدةِ
كيف لم أُغلق ورائي البابَ؟
كيف نسيتُني نهب الحقيقةِ والخيالْ؟
ويحي!.. حواسّيَ غير صالحةٍ لأتركها إلى
أهل الضواحي والمدنْ
أترى اقتفيتَ ملامحي نحوي؟ اعترفْ
من أنت؟.. كيف دخلتني من دون إذنٍ
مستبيحاََ وحدتي
وسكينةَ النص المسيّجِ بالغموضْ؟
من أيّ بابٍ والمداخل كلها
حُفَرٌ وأنفاقٌ إلى صدري؟
أؤكد أنه غيري
ثياب النص ضيّقةٌ عليّ فكيف نسكنها معاََ؟
اخرج.. أتبقى هكذا متكوّراََ مثل الجنينِ
مصادراََ رحمَ اللغهْ؟
من أين جئتَ؟
وما الذي يُنسيكَ أنّك نطفةٌ من عاقرٍ
يستأجر الأرحامَ؟
قل أتظلّ مختفياََ ومنقطع التنفّسِ
في الظلام بلا حراكْ؟
اخرج.. أما أعماك ضيقُ المستقرّ
وليس يعصمك الخلود من السّأمْ؟!
اخرج وبرّئني من الشّبهاتِ
أيّ يد تشدّ على خناق قصائدي حبلَ التّهمْ؟!
هي غربةٌ أنت الذي دشّنتها
فلِمَ التنكّرُ؟
إن تكن أنت المشرد خارجيّاََ لا ملاذ لهُ
فها أنذا المشرد داخلي
كلّ السجون تُحيلني منها إلى سجنِ الورقْ
اخرج.. هنا متع الحياة إذا هززت فروعها
انفرط النهار على عواهنهِ
لِمَ التدليسُ؟.. أشهد أنّني لا إثم لي
نفّضتُ ثوبي من خطايا الجاهليّةِ
ما وأدتُ بنات أفكاري وما علّقتُ مشنقةََ
لأحزاني.. وما أنكرتها في محكمهْ
لم يرتفع صوتي لأقلق غفوةَ الماضي على
كرسيّ جدّي
لم أنقلب على نفسي
أقول لصاحبي في النص: هل بلّغتُ؟ فاشهدْ
السبت 4/ 2022