ثقافة

ما الفرق بين الرواية والقصة القصيرة

ما الفرق بين الرواية والقصة القصيرة

خاص صحيفة اليمامة الجديدة

من حيث المفهوم/

الرواية: أحد ألوان النثر، وتتناول المواقف والتجارب والشخصيات بشكل موسع، وتعتمد على العديد من الأحداث والشخصيات والمواقف، مما ينتج عن ذلك نوع من التعقيد والتشابك.

القصة القصيرة: يرى فيها لحظة منفصلة يعتمد الحدث النامي فيها على وحدة الموقف من خلال عنصر التركيز وتتبع الانفعال المثار عن هذا الموقف حتى إشباعه.

من حيث النشأة/

الرواية: بدأت في القرن السابع عشر وهناك من يرى أن دون كيخوته هي البداية عام ١٦٠٥م ، وهناك من يرى أن روبنسون كروزو عام ١٧٢٠م هي البداية.

القصة القصيرة: اشتركت القصة القصيرة في مخاضها مع الرواية، ولكن لم ينظر للقصة القصيرة على أنها جنس أدبي مستقل إلا في القرن التاسع عشر، وما ساعد في انتشارها في أوروبا انتشار الصحافة والجلات الأدبية.

من حيث الحوار/

الرواية: يلجأ إليه الكاتب كلما شعر بحاجة لهذا الحوار، وقد يحتاجه كل صفحة أو كل عشر صفحات أو قد لا نجد الحوار أو قد نجده في أغلب الرواية، فللكاتب الحرية في استخدام الحوار حسب ما يراه مناسبا للموضوع.

القصة القصيرة: الحوار فيها متروك كما الرواية حسب الموضوع وما يقتضيه.

من حيث الشخصيات/

الرواية: يمكن استخدام عدد لا محدود من الشخصيات بشرط أن تكون كل شخصية تخدم الحبكة، وحسب الموضوع وما يقتضيه الكاتب، والشخصية في الرواية تتطور جسميا وعقليا وعمريا وغيره حسب الأحداث والظروف.

القصة القصيرة: شخصية واحدة أو اثنتان بالاضافة إلى الشخصيات الثانوية، والشخصية تولد مكتملة لأنه لا وقت لتطور الشخصية.

من حيث الزمان/

الرواية: تتحدث الرواية عن أزمنة طويلة وغير محكومة بزمان محدد، فقد رأينا نجيب محفوظ في الثلاثية يتابع ثلاثة أجيال كاملة، ووجدنا ماركيز يتحدث في روايته (مائة عام من العزلة) عن سيرة حياة قرية في مائة عام من التطورات. فالزمن مفتوح في الرواية.

القصة القصيرة: زمن القصة محدود جدا لأن القصة تعبر عن حدث بعينه في لحظة ما.

من حيث المكان/

الرواية: المكان مفتوح ويمكن الانتقال من مكان لآخر دون حدود وغير محكومة بمكان معين بشرط أن يكون الانتقال منطقيا  ويخدم الموضوع والأحداث.

القصة القصيرة: مكان القصة محدود جدا لأنها تعبر عن حدث معين في مكان ما وبالتالي لا نستطيع الانتقال لأكثر من مكان.

من حيث الأحداث/

الرواية: يمكن للرواية أن تتحدث عن أكثر من موضوع وتتزاحم الأحداث فيها  وتناقش أكثر من موضوع كما في رواية الطيب الصالح (موسم الهجرة إلى الشمال) حيث تحدث عن علاقة الشرق بالغرب كما تعالج نظرة الشرقي إلى الغربي المستعمر المختلف، وتعالج أيضا نظرة الغربي إلى الشرقي القادم من الصحراء والشمس الحارقة بهوية وأفكار مختلفة.

القصة القصيرة: تقوم على حدث واحد أو موضوع واحد فقط، لكي لا يتشتت القارئ. فمثلا لو تحدثنا عن موضوع دراسة طالب في جامعة والصعوبات التي يواجهها، لا يجب أن ننخرط في موضوع أخر، وبالتالي ينسى الحدث الأول وينصرف إلى الثاني، فلا يحدث استكمال للموضوعين ولا نخرج بموضوع واحد من الحدثين كامل.

من حيث اللغة/

الرواية: يكون فيها اتساع واستطراد بحيث يستطيع الكاتب وصف الأشياء كما يريد وكما يقتضيه الموضوع والحدث. فمثلا يستطيع وصف مكان الحدث من ساحات وشوارع واشجار وحدائق وقاعات وغير ذلك بعكس القصة.

القصة القصيرة: يختصر فيها الوصف وعدم الاستطراد في وصف الشخصيات والزمان والمكان، حتى لا تفقد قيمتها إذا زاد الوصف.

من حيث الحبكة/

الرواية: يمكن أن تحتوي على أكثر من حبكة.

القصة القصيرة: غالبا ما تحتوي على حبكة واحدة وذلك لقصرها ومحدودية مكانها وزمانها وشخصياتها.

من حيث الانطباع:

الرواية: تحدث انطباعات كثيرة من حزن وفرح وحيرة وغضب وخوف وخيانة وظلم وكره وحب وغيره كما في رواية محمد صادق في رواية “هيبتا” والتي تتحدث عن مراحل الحب المكتمل وقد مرت بكل العواطف والأحاسيس مصورة كل هذه المشاعر والمراحل بدقة متناهية.

القصة القصيرة: يجب أن تشتمل على انطباع واحد.

  • وتجتمع القصة القصيرة والرواية في عنصر السرد أو الحكي أو القص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى