ملفات اليمامة

خاص اليمامة الجديدة.. الناقد حمدان يكتب: المقاربات النقدية للروائي غريب عسقلاني

المقاربات النقدية للروائي غريب عسقلاني

إعداد: د. عبد الرحيم حمدان/ أكاديمي وناقد أدبي 

تمهيد : 

المتابع للمشهد الثقافي العربي يكتشف أن ثمة جملة من الظواهر جديرة بالالتفات إليها، وتحتاج إلى دراسة فاحصة عميقة لجوهرها وخصوصيتها وبواعثها الأصلية، منها: – على سبيل المثال – ظاهرةُ الأديب الناقد أو الروائي الناقد، وهي في الوقت نفسه تشير إلى ظاهرة أدبية أخرى هي المزج بين الأدب والنقد، وتعلن نهاية زمن الكاتب ذي الاختصاص الأدبي الواحد، إنها ظاهرة تراسل الأجناس الأدبية وتضافرها وترادفها، ومحو الحدود بين الأجناس الأدبية.

أولاً -أقسام النقاد:

قبل الحديث عن أقسام النقاد يستحسن تعريف النقد الأدبي:  فالنقد يهدف إلى  دراسة “الأعمال الأدبية بقصد الكشف عما فيها من مواطن القوة والضعف ، والحسن والقبح، وإصدار الأحكام عليها”([1])، ويمكن تقسيم النقاد ثلاثة أقسام:

أ – الناقد الأكاديمي المتخصص: وهو الذي  يعمل في الجامعات والمراكز البحثية المتعلقة باللغة العربية وآدابها، أو اللغات الأجنبية،  ويسيطر عليه الطابع الأكاديمي، ويكتب النقد بأسلوب متخصص، ويفكك العمل وفق رؤية شديدة الخصوصية والتخصص. وهو غالباً لا يكتب أدباً شعراً كان أم نثراً.

ب- الناقد الأكاديمي الأديب: وهو الناقد الذي له إبداع أدبي شعراً أو نثراً أي: يجمع بين الموهبتين الأدبية والنقدية، وقد يكون يعمل في الجامعات.

ج – الأديب الناقد: وهو المبدع الناقد، إنه متخصص في فرع من فروع الأدب شعراً أو نثراً أو مسرحاً، ولكنه غير متخصص في النقد، بيد أن له مقاربات نقدية، وآراء ونظرات نقدية ودراسات أدبية، ووجهات نظر ورؤية نقدية نابعة من ذوق سليم، وحسّ مرهف، وحصائل معرفية، وثقافة واسعة، إنه ليس ناقداً؛ وإنما يُصدر أحكاماً أقرب ما تكون للنقد أو أحكاماً شبيهة بالنقد، إذ إن هناك نقاداً هم في الأصل مبدعون، يقرأون الأعمال الإبداعية شعرًا ونثرًا من منظور انطباعي، ويتماهون فيه مع الكاتب، وينتجون نوعاً خاصاً من النقد المبدع الموازي للنص الإبداعي، إنه يتجاوز – أحياناً- حدود المقاربة النقدية إلى مكابدة النصوص الأدبية، فهو لا يكتفي بالاقتراب من النص؛ إنما يحترق بناره.

يمكن للمتلقي أن يدرج الأديب الروائي غريب عسقلاني في الصنف الثالث من النقاد، فهو من المبدعين الذين مارسوا النقد، ولم يكونوا نقاداً على أية حال من الأحوال، وفي مكنة القارئ الفصيح أن يرصد جملة من المقاربات النقدية التي أبدی فيها المبدع وجهات نظر ورؤى وآراء نقدية في كثير من الأعمال الأدبية سواء أكانت شعراً أم رواية أم قصة أم مسرحية، وقد اعترف المبدع بذلك في قوله:

“أنا لست ناقداً، وما أكتبه هو مقاربات نقدية في محاولة للاقتراب من نصوص مبدع آخر، والتفاعل الإبداعي معه. لذلك كل ما كتبته عن مبدعين أتفاعل مع نصوصهم، وأعتقد أن ما أكتبه أقرب إلى القراءة الانطباعية، التي تجيب عن سؤال هو: كيف وصلني النص؟ وهل أثار عندي متعة مشفوعة بالأسئلة؟([2]).

وقد صدرت هذه المقاربات النقدية في مناسبات عدة مثل: اللقاءات الأدبية، والندوات ومقدمات الأعمال الأدبية: ديوان شعر، أو رواية، أو في مؤتمرات أدبية، وفي شهادات أدبية، ولقاءات تلفزيونية وإذاعية. وللمبدع كتابان أحدهما: کتاب الكتروني جمع فيه ما كتبه على المواقع الإلكترونية وفي الصحف من  مقاربات نقدية لأعمال أدبية لعرب: من مصر والجزائر([3]).

أما الكتاب الآخر، فقد خصصه لدراسة نتاجات المبدعين من كُتّاب قطاع غزة، والذي يحمل عنوان: “مقاربات وقراءات، السرد القصصي والروائي لكتاب قطاع غزة بعد الانقسام”([4])، وهو يشتمل على مقاربات نقدية لأدباء من غزة ، تناول فيه ما أبداه من آراء ونظرات نقدية حول أعمال أدبية في الرواية والقصة القصيرة لعددٍ من المبدعين على الساحة الغزية.

ثانیاً – بواعث كتابة المبدعين للنقد: 

يبقى ثمة سؤال مطروح يستحق الإجابة وهو: ما بواعث لجوء الأدباء المبدعين إلى كتابة المقاربات النقدية؟ يمكن التعرف إلى هذه الأسباب والبواعث وتقسيمها أقساماً على النحو الآتي:

1 – بواعث ذاتية: فالأديب يمتلك موهبة إبداعية، وإلى جانبها يمتلك موهبة نقدية، ذلك أن النقد يكمل الإبداع، أما القول بأن النقد هو إهدار لطاقات المبدع أو ضياع لها بشكل أو بآخر، أو القول بأن الناقد هو في الأصل كاتب فاشل، لم يفلح في الكتابة: رواية، قصة، شعر، فيلجأ إلى النقد، والحقيقة أن هذا كلام غير مقنع، فالكاتبة والنقد خاطبان متلازمان، وأنّ كثيراً من الأدباء قدّموا نقداً متميزاً، وحققوا الكمال في نقداتهم الأدبية، ومن هنا فلا غرابة في أن يتجه الأديب المبدع إلى الكتابة في حقل النقد، فالنقد بدوره إبداع من نمط آخر، وهو امتداد للكتابة الإبداعية.

وهنا يطرح سؤال آخر نفسه، لِمَ لا يجمع المرء بين النقد والإبداع؟ فالمبدع الحقيقي هو ناقد مضمر، فهو أول مَنْ يقوم بنقد عمله الإبداعي، وتصحيح ما فيه من أخطاء، وعيوب، إذا ساغ التعبير، وهو لا يقوم بنشره إلا بعد الرضا عنه، وعمّا فيه.

  1. تشير تلك المقاربات النقدية – أيضاً- إلى فائدة مهمة، وهي تقديم خريطة للإبداع في المشهد الأدبي العربي في حقبة التسعينيات وأوائل القرن الحادي والعشرين.
  2. تساهم المقاربات النقدية في تحسين إبداع المبدعين، إذ يقدم المبدع الناقد بعض الدعم للمبدعين، وبخاصة الأجيال الجديدة. تساعدهم على ترقية أدائهم الأدبي وتطوير قدراتهم.
  3. تساعد المقاربات النقدية في إغناء المشهد الأدبي بعامة لاسيما إذا تَمكّن الناقد من إنتاج مقاربات نقدية وازنة، تجذب المتلقي، وتلقی صدیً في الساحة الثقافية.
  4. إن مثل هذه المقاربات مهمة، وهي تكتسب أهميتها في جوانب متعددة، إنها تعرّف المتلقين إلى عدد غير قليل من الأعمال القصصية، وعلى كُتابها، إذ إن مجموعة من كتاب هذه الأعمال قد اشتهروا بعد هذه المقاربات، وأخذ المتلقون يتعرفون إليهم، وصار لبعضهم صيت في المشهد الثقافي الأدبي، فقد كان المبدع الناقد غريب عسقلاني-على سبيل المثال- يترجم في هامش الكتاب للأدباء الفلسطينيين الذين يقرأ نتاجهم الأدبي قراءة انطباعية، وهو بذلك يلقي الضوء على سيرتهم وتطور نتاجاتهم الأدبية ونموها،  يقول  في ترجمته لأحد أولئك الأدباء :“محمد جلال عناية كاتب فلسطيني من مواليد مدينة المجدل عسقلان، هاجر وأسرته إلى مدينة غزة، وعمل منذ منتصف الخمسينيات في دولة الكويت، ونشر قصصه في الصحافة الكويتية والعربية، ثم هاجر إلى أمريكا بعد احتلال العراق للكويت، وعمل في الكتابة السياسية الفكرية([5]).

ثالثاً – اتجاهات مقاربات  غريب عسقلاني النقدية:

يمكن حصر مقارباته النقدية في اتجاهين هما: الاتجاه التاريخي، والاتجاه الانطباعي:

أولاً – الاتجاه التاريخي:

  يقصد بهذا الاتجاه  تحديد العلاقة بين الأديب والمجتمع المحيط به، ومناقشة كل الأفكار والآراء التي تناولت العمل الأدبي، وبيان نمو الأدب والكشف عن مراحل تطوره. .

وهو ينقسم ثلاثة أقسام:

 

 أ – الحديث عن نشأة الفنون القصصية في فلسطين:

كان المبدع الناقد يرصد نشأة الفنون القصصية، محاولاً توثيق هذه النشأة، فأخذ يتابع مسارها، ومراحل نموها وتطورها، ويُعرّف بروادها من كتاب فلسطين المحتلة، وكتاب الضفة الغربية، وكتاب غزة؛ وذلك؛ لأن النص هو ثمرة كاتبه والأديب نتاج ثقافته.

وأشار إلى أن الفن القصصي في فلسطين قد وصل إلى مرحلة من التقدم والاتقان، إذ أصبح هذا الفن نوعاً أدبیاً له أصوله وتقاليده وأنماطه، ففي قطاع -غزة على سبيل المثال- برع عدد غير قليل من كتاب القصة القصيرة ، حتى قيل إن قطاع غزة تصدر القصة القصيرة كما تصدر البرتقال([6]).

وأبان الناقد المبدع أن الأدب في قطاع غزة قد تطور ونما، وکسر حاجز الحدود الغزاوية؛ ليصل إلي العالم العربي، ويسمع صوت شعبها بطريقة قصصية في محاولة كتّابها إيصال معاناتهم وأفکارهم حول الواقع المعيش بطريق الأدب والسلاح والقلم.

يعد ما رصده المبدع من نشأة الفنون الأدبية في فلسطين وثيقة تاريخية أدبية صادقة وأمينة ومهمة، لا يستغني عنها باحث ولا دارس في الأدب الفلسطيني، ويشي من ناحية أخرى بما يتمتع به المبدع من ثقافة واسعة في شتى الفنون الأدبية.

ب-  الحديث عن سيرته الذاتية:

لم يترك الناقد المبدع مناسبة ثقافية تمر إلا وتناول فيها الحديث عن سيرته الثقافية، يقول: “…بدأتُ كتابة قصة قصيرة، وكنتُ أطمحُ أن أقدم نماذجاً جديدة في هذا المجال. ثم مارست الكتابة الروائية وبعض المتابعات النقدية والأدب، ومارست الصحافة الأدبية لفترة على صفحات الحياة الجديدة ,حيث كنت أقدم زاوية تحت عنوان “حكايات الغريب ” كنت أتابع فيها مجريات حياة الشعب الغزي. وفي المجال الثقافي شاركت في تأسيس اتحاد الكتاب الفلسطينيين منذ منتصف السبعينات مع لفيف من الكتاب من الضفة والقطاع أمثال: زكي العيلة، عبدالله تاية، محمد أيوب من غزة، أسعد الأسعد، عادل سمارة، عبد اللطيف عقل من الضفة، وغيرهم ، كما ساهمتُ في النشاطات الثقافية في اتحاد الكتاب في الضفة وغزة وبخاصة في فرع الاتحاد بغزة، حيث قمنا مع وزارة الثقافة والرياضة بتنفيذ ورش عمل للشباب في مجالات القصة والشعر، وعليه قمت بتشكيل وتأسيس نادي القصة القصيرة في وزارة الثقافة، والذي ساهم في إعداد الكثير من الكتاب الذين لمعت أسماؤهم فيما بعد من مثل: أسماء الغول، ويسري الغول، ودولة المصري، ومحمد الديراوي، وسماهر الخزندار، وغيرهم“([7]).

وفي موقع آخر يجده المتلقي يتحدث عن مسيرته الأدبية، فيقول:

“بدأت الكتابة من بداية السبعينات، وكان همي وزملائي من كتاب غزة, هو تشكيل مشهد ثقافي مقاوم يتماهى مع الواقع المعيش، ويرصد المقاومة المسلحة تُجاه العدو الصهيوني بعد نكسة حزيران1967م, وكانت انطلقت في غزة ضد الاحتلال أولوياتُ الكتابة هي المواجهة اليومية لعدو يريد نفينا من أجندة التاريخ بعد أن سلب الجغرافيا/الأرض”([8]).

ج – الحديث عن سيرة الأدباء الفلسطينيين:

تحدث المبدع الناقد في مقارباته عن سيرة الأدباء الفلسطينيين، وتتبع إبداعاتهم ونتاجاتهم الأدبية وكتبهم، فتحدث عن سيرة الأديب عبد الحمید طقش، ومحمود درویش، وفدوی طوقان وأحمد دحبور، وغيرهم.

تحدث القاص والأديب الفلسطيني غريب عسقلاني في شهاداته الأدبية عن حياة الشاعر الراحل محمود درويش”، فقال:

“تعلقتُ بإبداعاته الشعرية ومشاركاته الأدبية والأوسمة، التي حصل عليها وأشهرها وسام الفارس لدوره في إثراء الثقافة الإنسانية باعتباره علامة بارزة في العصر الحديث” ([9]).

وتناول بالحديث كِتاب الشاعرة فدوى طوقان النثري الذي يعد سيرة ذاتية لها والموسوم بــــ “رحلة جبلية رحلة صعبة”، فيقول: “ولعل كتابها النثري “رحلة جبلية رحلة صعبة” يعتبر الوثيقة الأصدق عن واقع المرأة المبدعة في فلسطين في فترة ما قبل النكبة وما تلاها فدوى طوقان الشاعرة والرائدة كانت في حضورها الشعري إنسانة مهمومة بقضاياها الذاتية في مجتمع محافظ في بلد يمور بالتفاعلات والأحداث السياسية, لذلك يعتبر منجزها الشعري وثيقة هامة في مجال الأدب النسوي والأدب المقاوم في ذات الوقت”([10]).

تعد كتاباته النقدية عن الأدباء الفلسطينيين وثيقة أدبية صادقة وأمينة رفيعة القيمة، لا يستغنى عنها في دراسة سيرة هؤلاء الأدباء؛ لما احتوته من معلومات وآراء نقدية في أدبهم ونتاجاتهم الأدبية.

ثانيا – الاتجاه الانطباعي: 

يستند هذا الاتجاه إلى الموهبة والذائقة الأدبية المدربة المصقولة، والحس الفني، والموهبة والذوق الرفيع، والحساسية المرهفة والثقافة الواسعة إلى جانب المخزون الثقافي والمعرفي  ، وفي هذا الاتجاه يتأثر الناقد القارئ عن طريق اللقاء المباشر البسيط الذي يحدث بين المتلقي والنص، وما يجري من التغيير الذي يحدث في ذهن المتلقي، وهذا التغيير هو الانطباع، والتعبير عنه مباشرة، أي: أن النَّاقد، في هذا النقد، يصف ما يشعر به، بعد ما يتلقَّى نصًا، مكتفيًا بتقرير الأثر/الانطباع الذي يخلِّفه تلقِّي النَّص في نفسه([11]).

وهذا حكم يجتهد في تحديد خصائص الكاتب، ويصاغ بأسلوب مجازي عام، ويعكس انطباع الناقد لدى تلقيه النص الأدبي، من دون تدخُّل عقلي أو منطقي يفسر ويعلل، ويقنع.

وقد عرف النقد الأدبي هذا النوع من النقد منذ أن كان الأدب ، وبقي يُزاول طوال تاريخ الأدب ، ولا يزال متذوقو الشعر والنثر ، أياً يكن مستوى تذوقهم ، يصدرون أحكامهم الانطباعية، الناتجة عن تأثرهم بالنص الأدبي الذي يتلقونه، وسوف يظلون يفعلون ذلك مادام للأدب متلقون متذوقون .

كان النقد الأدبي العربي في نشأته نقداً انطباعياً – إلى حد ما -، وكانت تُعقد لهذا النقد جلسات في أسواق العرب في الجاهلية، ومنها سوق عكاظ،  ففي هذا السوق كانت تضرب للشاعر النابغة الذبياني خيمة، ويأتي الشعراء إليها، وينشدونه الشعر، فيحكم على شعرهم، ويقارن بين شاعر واَخر، ويصدر حكمه السريع بلغة محكمة الإيجاز، بليغة الأداء([12]).

وفي إحدى الجلسات، أنشدت الخنساءُ النابغة، ثم أنشده حسانُ بن ثابت، فقال النابغة: ” إنك لشاعر، وأن أخت بني سليم لبكَّاءة” . هذا حكم انطباعي وليد التذوق المدرب المرهف، ولكنه في الوقت نفسه، ينطق بمعرفةٍ بمفهوم الشعر وخصائصه؛ اذ إنه يميز بين التعبير عن العاطفة / البكاء ، والشعر/ الفن، غير أنَّه لا يشرح ذلك([13]).

ويلحظ القارئ أن النقد الانطباعي يصدر أحكاماً جزئية، يعمِّم ولا يفصل، يقدِّم انطباعا كلِّياً من دون تفسير أو تعليل. والنقد الانطباعي نوع من أنواع النقد، ويقصد بكلمة (تأثُّر) اللقاءُ المباشر البسيط الذي يحدث بين النَّص والمتلقِّي، والتغيير الذي يحدث في ذهن هذا الأخير، وهذا التغيير هو الانطباع والتعبير عنه، أي: أن النَّاقد في هذا النقد، يصف ما يشعر به، بعد ما يتلقَّى نصًاً مكتفيًاً بتقرير الأثر/الانطباع الذي يخلِّفه تلقِّي النَّص في نفسه. والنقد الانطباعي ينهض على أسس الذوق الرفيع، والحساسية المرهفة، والرصيد المعرفي، وهو لا يقوم على أسس فكرية، فإن قيمته تكون عادة محدودة بمستوى كاتبه، وغريب عسقلاني يقدم النموذج الجيد للنقد الانطباعي.

إن المتلقين كافة في الماضي كانوا يمثلون نقاداً انطباعيين، وكانوا يکتفون بطرح آرائهم في النص الأدبي، ولكنهم الآن صار بوسعهم تقديم رؤاهم النقدية على وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة سهلة ميسرة غير معقدة.

ومن العناصر الفنية التي قاربها المبدع الناقد في مقارباته النقدية؛ الحديثُ عن الحبكة والشخصيات واللغة وغيرها.

فمما قاله عن عنصر الشخصيات؛ بوصفه مكِّوناً أساسياً من مكونات البناء المعماري الروائي، يقول:

” يؤلف يسري الغول تشكيل الشخصيات مستفيداً من تقنيات القصة القصيرة التي يجيدها باقتدار ليشكل مفاصل حياة الشخصية، فتأتي الفصول شبه مستوفية شروطها وحبكتها ونثر أسئلتها اللاحقة، لتلتقي عن لحظة تنوير تجمع الأجوبة أو تعلقها لمشاركة القارئ، ما يطلـق سـؤال جـدوى تقنيات القصة القصيرة في بنية الرواية، والتي حاولها روائيون بشكل أو بأخر، وأعتقد أن محاولة الكاتب حققت نجاحاً، ومكنت القاري من سبر أغوار الشخصيات، من خلال موقعها من الأحداث وعلاقتها بالشخصيات الأخرى” ([14]).

ويتحدث عن لغة الرواية ، فيقول:

“لغة شاعرة، تجنح نحو التأمل العميق، وترتفع فوق الحياة؛ لتسبر أغوارها وترى بشفافية تفاعل مكوناتها من خلال كيمياء صراع الطموحات والرغبات والممكن المتاح، وتطرح دون قصد جدوى اللغة الشاعرة في السرد الروائي، وإلى أي مدى يمكن توظيف التداعيات والرجوعيات وسيال الوعي والشعر في رواية حديثة، لا تنفصل عن بيئتها، ولا تفقد ملامحها تحت دعاوى التحديث؟([15]). 

إن مهمة الناقد المبدع هو الكشف عن النص الجيد، وبيان النص غير الجيد، فإذا لم يوفق الكاتب في توظيف أدواته الفنية، فإنه يبين ذلك، فيقول عن روايةٍ لإحدى الكاتبات الشابات:

“جاءت الرواية مكتظة بشخصيات متشابهة المرجعيات الفكرية والتربوية. إذ شغلت مساحة واسعة أثقلت على القارئ دون جدوى. فضلاً عن انتقاء معظم شخصيات الرواية في إطار أيدلوجي معين على أهميته، لا يمثل المجموع البشري للمجتمع بالأطياف الأخرى”([16]).

ومما قاله عن عنصر الحوار قوله: “الحوار كأداة فنية وتقنية أساسية له شروطه، فهو الذي يعمق الأفكار، ويوصل الإشارات ويستدعي الأمكنة والأزمنة، ويؤثر على مواقع السرد والوصف ويتأثر بهما، لذلك فهو تقنية مراوغة يجب التعامل معها بحذر ودقة وإلا أخذت العمل إلى الترهل، وتعدت على تقنيات فنية أخرى مثل التداعيات والمنولوج الداخلي والبوح, وربما تغري القدرة على إدارة الحوار الكاتب فتوقعه في أسرها ما يضعف البنية الروائية، وقد وقعت بعض الحوارات في ذلك وكان من الممكن تقنينها وإسناد دورها لأدوات أخرى”([17]).

وكان المبدع في هذه المقاربات النقدية يجنح  لممارسة النقد التطبيقي، فيأتي بأمثلة من النصوص الأدبية ويقوم بقراءتها قراءة جيدة، وتحليل عناصرها، ويرى مدى توافقها مع المضمون، ويضرب الأمثلة ويوازنها مع غيرها من النصوص الأدبية.

ومما تجدر الإشارة إليه في هذا المقام أن متابعات غريب عسقلاني النقدية لم تكن بأسرها تصدر عن إعجاب وعاطفة؛ وإنما ثمة جانب منها كان يصدر عن موضوعية، وأحكام نقدية تقوم على أسس فكرية، فيكون بذلك النموذج الجيد للناقد الانطباعي.

  رابعاً – سمات مقاربات غريب عسقلاني النقدية وخصائصها :

تمتلك المقاربات النقدية جملة من الخصائص والسمات التي اتصفت بها منها :

١ – التنوع النقدي:

فالمقاربات النقدية لم تقف عند حدود الفن القصصي: رواية، وقصة قصيرة؛ وإنما تجاوزتها إلى فنون الشعر بأنواعه المتعددة، كما أنها لم تقف في دراسة النص الأدبي عند القضايا والمضامين النقدية؛ وإنما قاربت التقنيات الفنية ومكونات البنية المعمارية للنصوص الأدبية: من حبكة، وأحداث، وشخصیات، ولغة، ونهاية وغيرها.

عُنیت مقاربات المبدع غريب عسقلاني النقدية بقضيةُ المرأة بعامة، والمرأة الفلسطينية بخاصة، وبيان دورها في المجتمع وفي المقاومة والصمود.

ومن القضايا التي عالجتها المقاربات النقدية، قضيةُ الحب والعواطف الإنسانية، فمن حق المرأة بطلة القصة أو الرواية أن تفرح وتحب، ومن حق الكاتب الفلسطيني المبدع أن يكتب في إطار الهموم الذاتية والهموم الإنسانية يكتب في الهموم الوطنية، فالمرأة شخصية مخلوقة من دم ولحم، ولها قلب ینبض بالحب والحياة، وليس قلبها مقدوداً من حجر، ففي إحدى مقارباته يقدم صورة للمرأة الفلسطينية يقول عنها إنها:

” امرأة تدفع ضريبة الحياة في مدينة محاصرة، تعاني من انفلات ضوابط الحياة، وتسير حثيثاً نحو الانقلاب السلبي بتدمير كافة المعايير والقيم والأعراف التي تأسست عبر نضالات أهلها، وأخذت شرعيتها بتقادم الزمن والاختبار وتراكم الخبرة ([18]).

وفي مواقع أخرى يقارب الأديب قضايا متنوعة منها المقاومة والصمود، والمخيم والحب، وحق العودة إلى أرض الوطن.. والانقسام الداخلي وأثره في المبدعين وغيرها، ويقارب الأديب -أيضاً -قضايا متنوعة منها: المقاومة والصمود، والمخيم والحب، وحق العودة إلى أرض الوطن.. والانقسام الداخلي، وغيرها، فقد بدأ مجموعاته بالكتابة عن المقاومة المسلحة وأعمال التصدي للاحتلال ومتابعة السجناء السياسيين ، “وهذا ما ظهر في مجموعتي” الخروج عن الصمت” و” الصبي والشمس الصغيرة ” ثم رصدت الحياة السياسية في القطاع أبان الانتفاضة الأولى عبر مجموعات ” حكايات عن براعم العيال ” ” النورس يتجه شمالا” “غزالة الموج“([19] ).

 

وعُني المبدع الناقد – في الوقت ذاته – في متابعاته النقدية برصد السمات الفنية للعمل الأبي، وتناول بالقراءة الانطباعية عناصر النص الأدبي، وآليات بناء عمله الإبداعي المعماري من: لغة وحبكة وأحداث، وشخصيات وحوار وراوٍ وغيرها.

 

وكان في متابعاته النقدية يحرص على أن يحقق العمل الأدبي سمة التناغم والانسجام بين الفكرة والمضمون  وأدوات التعبير عنها في نص أدبي متكامل البناء، يقول :

إن القاص كتب قصصه بحرفية عاليـة، تعتمد على الاقتصاد المقنن والمدروس عند وصف الظاهر، والعميق عند سبر أغوار النفوس القلقة في واقع ضحاياه الحجر والبشر، في أتون صدام عبثي وغير عادل، متكئ على لغة صريحة متداولة تارة ومشفرة تارة تحقق دهشة مفاجئة غير مقحمة على السياق والبناء، تفتح بوابة الأسئلة أمام القارئ، ما يؤكد أن القصة القصيرة ساحة ومساحة عصية على من يركب الصعاب دون التسلح بالموهبة والعلم والإلمام بالأدوات اللازمة في زمن طغت فيه الرواية”([20]).

٢ – لغة المقاربات النقدية: 

اشتهر غريب عسقلاني بالجانب الإبداعي: أي:  فنيّ الرواية والقصة أكثر من اشتهاره بمقارباته النقدية، مع هنا تأتي أهمية تقديم صورة عن جانب مقارباته النقدية.

جاءت لغة المقاربات النقدية لغة سهلة ميسرة شيقة، رصينة وسلسة ومترابطة وممتدة، تتصل وتتواصل بما بعدها، تتمتع بأسلوب شعري موحٍ تستخدم المجازات البلاغية، والصور، إنها لغة تتقن انتقاء المفردات وتراكيب المعبرة عن رؤاه النقدية.

وهي لغة سهلة وبسيطة؛ الأمر الذي يجعلها قريبة من المتلقين، وأمزجة قراء الصحف المتعددين في أفكارهم ومستوياتهم العلمية والثقافية.

جعل المبدع الناقد عسقلاني النقد قريباً من القراء عبر هذه الأداة المحببة من الوضوح في تناول الأفكار والأعمال الأدبية، وكان ينأى بلغته عن التعقيد والتعتيم، ويبعد عن لغة الطلاسم التي لا تفيد أحداً، بما فيهم الكاتب نفسه، ما يفسر أحياناً تعالي الناقد عبر استخدامه لغة تحتاج إلى التفسير والشرح، وتذهب بعيداً في إيغالها في المصطلحات النقدية الصعبة المنقولة من النظريات الغربية.

٣ – الثقافة الواسعة:

المبدع الناقد غريب عسقلاني متعدد الجوانب، مختلف الأبعاد، فقد كتب المبدع الرواية والقصة القصيرة والمقالات والشعر، واشتغل في مجال الصحافة والإعلام،  وعلى الرغمَ من معرفته العميقة بتيَّارات نقد الرواية والقصة في العالم العربي، فإنه يكتبُ نصاً نقدياً يُقيمُ فيه حواراً مع النص الذي يكتب عنه، ولا يفرض عليه رؤيته النظرية.

5 – الصدق الفني: وهذه الخاصة تتمثل في تعبير الأديب في مقارباته النقدية عند صدق مشاعره ووجدانه وعن قضايا وطنه ومجتمع تعبيراً صادقاً وأميناً.

6 – الخصوصية الفلسطينية:

تجسدت الخصوصية الفلسطينية في تناوله الأعمال الأدبية التي عالجت أثر الاحتلال والحصار والانقسام في مقارباته، وساهمت في تقديم تجربة نقدية ناضجة. لقد كان المبدع الناقد أنموذجاً حقيقياً للكاتب الملتزم المجبول بهموم شعبه، والمشغول بتفاصيل الألم الذي يعيشه الجانب الفلسطيني، ومنذ وقت مبكر وفي حقبة كانت تمر بها البلاد باحتلالها الثاني، فقد كتب عسقلاني أوجاع البلاد، وهمّ العباد([21]).

 

7 –  النزعة الإنسانية :

تبدت هذه النزعة في مقارباته النقدية، فقد حرص المبدع على أن تظهر نزعته الإنسانية التي تبدأ أساساً من المحلية لتنطلق إلى الإنسانية والشمولية، والأدب هو الذي يشرِّح الظاهرة الإنسانية من حوله،  فالمحلية هي العتبة الأولى للعالمية.

8 – مقاييس نقدية أخرى:

تبنى الناقد المبدع جملة من المقاييس النقدية،  في متابعاته وقراءاته الانطباعية النقدية، وكان يسير في أحكامه على هُدىً منها : النظرة العادلة، وعدم المجاملة والمحاباة والتعصب وينطلق من الاقتناع بسمات العمل الأدبي الجيدة من: جودة النص،  فالنص الجيد يفرض نفسه بقوة على الناقد؛ لأن النقد ما كان أن يوجد لولا الإبداع الأصيل والخالد ، فضلاً اتسامه بالجمال، وتحقيق المتعة، والدهشة، يبين الناقد مقاييس النقدية التي يتبعها في مقارباته النقدية،  يقول: “….موقفي أنّ النص الجيد هو ما يزودني بالمتعة والدهشة، ويقودني إلى بوابة الأسئلة الكامنة….أنا أنساق وراء الخلق الجميل”([22]).

ومن مقاييسه النقدية أنَّه كان يرى نسخ الواقع حرفياً بشخوصه وأحداثه لا ينتج رواية فنية. فيقول: “لا بدَّ من قضية تستفيد فنياً من مفردات الواقع بأدوات الفن يطرح الكاتب موقفه تُجاهها، باختيار الأدوات اللازمة، وهذا ما فعلـه الـراوي خلوصي عويضة عندما طرح وجهة نظره في مرحلة من مراحل الحياة في بقعة ما في قطاع غزة”([23]). 

 

ومن مقاييسه النقدية – أيضاً- ضرورة تضافرُ عناصر البناء الفني وتكاملها في إقامة المعمار الفني بكامله؛ لأن ما يحدد المنجز الأدبي الإبداعي هو الأدوات الأدبية والزاوية التي يتناول الكاتب فيها فكرته الكتابية، يقول: “…تداعي القاص محمد نصار، بين الخاص والعام، بين الرأي والرؤيا في محاولة لرسم حياة تأخذ من مفردات الحياة وتعكس تجارب فردية وجماعية، ولا يغرق في التسجيلية بالإخبار المباشر، ويتخذ في الكثير من قصص المجموعة من الأنا راوياً متوارياً تارة، ومخبراً تارة.. يقبض على دفة الفكرة دون تزيد أو افتعال، مع توظيف رشيق للمفردات المتداولة بدون افتعال بما تختزنه من همس او غموض شفاف دون استعراض أو افتعال، يوحي بأن القصة ممكنة الحدوث، وأن شخصياتها تظهر على جغرافيا النص كما تظهر في الواقع، مع بلورة قواسم مشتركة مع أناس قد نراهم في الحياة”([24]).

     وصفوة القول، فقد تجلت مكانة الناقد الراحل غريب عسقلاني في متابعاته النقدية وقراءاته الانطباعية لكثير من الإبداعات الأدبية لكتاب عرب وفلسطينيين، إذ مثلت جهوده لبنة تضاف إلى لبنات أخرى تمثل صرحاً من صروح المشروع الثقافي في فلسطين.

يعد غريب عسقلاني علَماً في المشهد الثقافي الفلسطيني، بخاصة في غزة، إذ يشكل القارئ الناقد ظاهرة إيجابية مع أنها لم تنضج بعد بالشكل الكافي، ولم تقم بالغوص في عمق النص واستخراج دلالاته الفنية والفكرية، وكان يرى أن ما يحدد المنجز الأدبي الإبداعي هو الأدوات الأدبية، والزاوية التي يتناول الكاتب منها فكرته إلى جانب مصداقية الموضوع، هي ما يبرز العمل الأدبي.

[1] ) عبد العزيز عتيق، في النقد الأدبي، دار النهضة العربية ط2 ، بيروت،  ١٩٧٢ ، ص ٢٤٠.

[2] ) حوار مع الأديب غريب عسقلاني- مركز النور٢٨‏/٠٧‏/٢٠٠٨  ، http://alnoor.se › article

[3] ) اطلع الباحث على هذه النسخة الالكترونية التي أرسلها إليه المبدع.

[4] ) غريب عسقلاني، مقاربات وقراءات، السرد القصصي والروائي لكتاب قطاع غزة بعد الانقسام، دار تجوال للنشر والتوزيع، فلسطين – غزة، طبعة أولى، ٢٠٢١م.

 

[5] ) غريب عسقلاني، مقاربات وقراءات، السرد القصصي والروائي لكتاب قطاع غزة بعد الانقسام، ص ٢٦٤.

[6] ) ينظر: مقال عن زمن غريب عسقلاني ،عاطف أبو سيف ٢٧‏/٠٦‏/٢٠٢٢ https://www.al-ayyam.ps

[7] ) لقاء مع موقع  الرواسي بتاريخ ١٧‏/٠٤‏/ https://www.fatehinfo.ps ٢٠١٤

[8] ) غريب عسقلاني لقاء مع منتديات “نبع العواطف الأدبية”، بعنوان: القصة القصيرة جداً ، النصوص التفاعلية،٣٠‏/١٢‏/٢٠٠٩،    https://www.nabee-awatf.com

[9] )  جامعة الأزهر تفتتح المؤتمر العلمي ” محمود درويش- شاعر فلسطين القضية والإنسان”

٢٥‏/١٠‏/٢٠٠٩. https://samanews.ps

[10] ) لقاء في صالون نون الأدبي فدوى طوقان في مواجهة وعد بلفور١٨‏/١٢‏/٢٠١٧

https://pulpit.alwatanvoice.com

[11])عبد المجید زراقط، النقد الأدبي التأثُّري-الانطباعي ٢١‏/٠٢‏/٢٠٢٢ https://alayyam.org

[12]) هو أبو أمامة، وهو شاعر جاهلي من فحول شعراء الطبقة الأولى، وهو من سادات قومه. وقال عنه الكثيرين بأنه أشعر شعراء عصره حيث كانت تعرض عليه كثير من القصائد لمختلف الشعراء، وكتب قصيدة اعتبرها الكثيرين أنها معلقة. (ينظر: مقدمة ديوان النابغة الذبياني ، النابغة الذبياني تحقيق، محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة،  دار المعارف، طبعة: 2 ،٢٠٠٩.

[13])عبد المجید زراقط، النقد الأدبي التأثُّري-الانطباعي ٢١‏/٠٢‏/٢٠٢٢ https://alayyam.org

[14] ) قراءة في رواية ” غزة ٧٨  ” ليسري الغول”، ضمن كتاب: مقاربات وقراءات مقاربات وقراءات، السرد القصصي والروائي لكتاب قطاع غزة بعد الانقسام، دار تجوال للنشر والتوزيع، فلسطين – غزة، طبعة أولى، ٢٠٢١م. ص١٢٨.

[15] ) غريب عسقلاني، قراءة في رواية “أوجاع الذاكرة” للكاتبة جميلة طلباوي – ديوان العرب ١٠‏/٠١‏/٢٠١٠https://www.diwanalarab.com

[16] ) قراءة في رواية سماهر الخزندار “حرائق مدينة الشغف”، ضمن كتاب مقاربات وقراءات ص ص77  .

[17] ) قراءة غريب عسقلاني  في رواية “بقايا امرأة ” ١٠‏/٠٢‏/٢٠٠٧ https://pulpit.alwatanvoice.com

[18] ) غريب عسقلاني ، قراءة في رواية بقايا امرأة للقاص باسل ناصر ٠٩‏/١١‏/٢٠٠٧ https://m.ahewar.org

[19] ) لقاء مع مركز الرواسي ١٧‏/٠٤‏/٢٠١٤     . https://www.fateh-gaza.com

[20] ) قراءة في قصص”هيلا هب  ” موسى أبو كرش ضمن كتاب مقاربات وقراءات ص٢٥٦ ، ٢٥٧

 

 

[21] ) عادل الأسطة، غريب عسقلاني ..القاص المشتبك 21 / 7 / 2022، منصة الاستقلال،

[22]) حوار مع الأديب الفلسطيني مركز النور في الجزائر. ٠٨‏/١١‏/٢٠٠٩ م. http://www.alnoor.se

[23] ) غريب عسقلاني،  مقاربات وقراءات  ص ٥٣.

[24] ) المصدر نفسه ص٢٦٣.

 

زر الذهاب إلى الأعلى